أ أ
الفول البلدي يعد من المحاصيل البقولية ذات الأهمية البالغة في مصر، ليس فقط في قائمة الغذاء الأساسية ولكن أيضًا لما يقدمه من فوائد للتربة والمحاصيل التالية له، فضلاً عن إسهاماته في مجال الأعلاف والإنتاج الحيواني، وقد تناول الدكتور عزام عبد الرازق عشري، أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، هذه الموضوعات خلال حديثه مع الإعلامي طه اليوسفي في برنامج "المرشد الزراعي" على قناة مصر الزراعية.
الحقول الإرشادية ودورها في نشر الممارسات الزراعية المثلى
أكد الدكتور عزام عبد الرازق عشري على أهمية الحقول الإرشادية في نقل المعرفة الزراعية الحديثة إلى المزارعين.وأوضح أن نجاح الزراعة يعتمد بشكل كبير على اتباع التوصيات الفنية السليمة، مشيرًا إلى أن هذه الحقول تعد نماذج عملية يمكن للمزارعين الاعتماد عليها لتطبيق الأساليب الزراعية المتطورة.
وأوضح أن المزارعين الذين يشاركون في هذه الحقول الإرشادية يحققون إنتاجية تتراوح بين 16 و18 إردبًا للفدان، بينما قد لا تتجاوز إنتاجية المزارعين الذين لا يتبعون هذه التوصيات 12 إردبًا للفدان.
وأكد على ضرورة مشاركة المهندسين الزراعيين والمرشدين الزراعيين في هذه الحقول لضمان نقل المعرفة بشكل دقيق وفعال، مشيرًا إلى أن المزارع يعتمد على المشاهدة المباشرة قبل أن يتبنى الأساليب الجديدة.
أهمية اختيار الأصناف المناسبة والتوصيات الفنية
أوضح الدكتور عزام أن اختيار الصنف المناسب من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على إنتاجية الفول. وأشار إلى أن بعض المزارعين قد يواجهون تحديات بسبب زراعة أصناف غير مناسبة لأراضيهم، مثل الأراضي ذات الملوحة العالية أو سيئة الصرف.وأكد على ضرورة أن يستعين المزارعون بالخبراء المختصين قبل اتخاذ قرار الزراعة، كما أشار إلى أن المركز البحثي يعمل على تطوير أصناف جديدة تتحمل الظروف البيئية الصعبة، مثل الملوحة أو قلة المياه، وذلك عبر تجارب تهدف إلى زيادة قدرة بعض الأصناف على تحمل الملوحة حتى 2000 إلى 3000 جزء في المليون.
ضرورة استخدام التقاوي المعتمدة لتجنب تدهور الإنتاجية
شدد الدكتور عزام على أهمية أن يحصل المزارعون على التقاوي من مصادر موثوقة ومعتمدة لضمان جودة الأصناف.وأوضح أن استخدام بذور من مواسم سابقة دون تجديدها يؤدي إلى تدهور الإنتاجية، حيث أن الفول من المحاصيل التي تتأثر بالخلط الوراثي.
وأشار إلى أن نسبة الخلط الوراثي قد تصل إلى 25% أو حتى 60% في بعض الحالات، مما يتسبب في انخفاض الجودة مع مرور الوقت، كما أكد على ضرورة تجديد الأصناف سنويًا للحصول على إنتاجية مستقرة.
وأضاف أن الأصناف المقاومة للهالوك تتطلب تجديدًا دوريًا للحفاظ على فعاليتها في مقاومة الطفيلي، محذرًا من المخاطر الكبيرة التي قد يواجهها المزارعون عند استخدام تقاوي غير معتمدة والتي قد تؤدي إلى انتشار الهالوك في الحقول وخسائر فادحة.