الاربعاء 23 ابريل 2025 | 10:40 مساءً

الدكتور الربيعة

أكد معالي المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن المملكة العربية السعودية أصبحت مرجعية دولية ونموذجًا عالميًا يحتذى به في مجال العمل الإنساني، مشيرًا إلى أن الفرق الميدانية السعودية جابت أنحاء العالم لتقديم يد العون للمحتاجين، وتخفيف معاناة المتضررين في مختلف مناطق الكوارث والأزمات.
جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها اليوم بعنوان 'العمل الطبي نموذج للعمل الإنساني ودوره في النظم الصحية'، بمقر كلية الطب في جامعة سوسة، ضمن زيارته الرسمية إلى الجمهورية التونسية، وبحضور معالي وزير الصحة التونسي الدكتور مصطفى الفرجاني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالعزيز بن علي الصقر.
مركز الملك سلمان.. رؤية إنسانية شاملة تنطلق من الحياد والشفافية
استعرض الدكتور الربيعة خلال كلمته نشأة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي تأسس بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في 13 مايو 2015، ليكون الجهة الوحيدة المخولة بتقديم المساعدات الخارجية باسم المملكة، مبينًا أن المركز يعمل وفق مبادئ الشفافية والحيادية وعدم التمييز.
وأوضح أن المركز نفّذ منذ تأسيسه أكثر من 3,393 مشروعًا في 106 دول، بتكلفة تجاوزت 7.8 مليارات دولار أمريكي، في مجالات متنوعة منها: الصحة، الأمن الغذائي، التعليم، الإيواء، المياه والإصحاح البيئي، الحماية، وتنسيق العمليات الإنسانية.
اليمن في صدارة الدول المستفيدة ومشاريع نوعية تخدم الفئات الأضعف
وكشف الربيعة أن اليمن استحوذ على 61.98% من إجمالي مشاريع المركز، بقيمة تجاوزت 4.5 مليارات دولار أمريكي، وذلك ضمن دعم المملكة المتواصل للشعب اليمني في أزمته الممتدة.
وأضاف أن المركز قدّم أكثر من 1,072 مشروعًا مخصصًا للمرأة، استفادت منها أكثر من 172 مليون امرأة، كما نفذ 1,015 مشروعًا لصالح الأطفال، استفاد منها نحو 198 مليون طفل، مما يعكس أولوية المملكة في دعم الفئات الأضعف في المجتمعات المتأثرة.
مشروعات نوعية رائدة: "مسام"، ومراكز الأطراف، وإعادة إدماج الأطفال
سلط الدكتور الربيعة الضوء على بعض المشروعات النوعية التي ينفذها المركز، ومنها مشروع 'مسام' لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، والذي تمكن منذ انطلاقه في عام 2018 من نزع أكثر من 488 ألف لغم زرعتها الميليشيات الحوثية بشكل عشوائي.
كما تطرق إلى مشروع مراكز الأطراف الصناعية الذي استفاد منه أكثر من 115 ألف شخص، ومشروع إعادة إدماج الأطفال المجندين والمرتبطين بالنزاعات المسلحة، إضافة إلى مبادرات رائدة مثل: المنصات الإغاثية والتطوعية، ومنصات التوثيق والتسجيل الدولي، ومنصة التبرع الإلكترونية 'ساهم'.
جهود متنامية في التطوع الطبي.. وعمليات جراحية تتجاوز 212 ألفًا
أكد الدكتور الربيعة أن المملكة تبذل جهودًا كبيرة في العمل التطوعي الطبي عبر المركز، مشيرًا إلى أن المركز نفذ 894 برنامجًا تطوعيًا في 52 دولة، أُجريت خلالها أكثر من 212 ألف عملية جراحية، استفاد منها أكثر من مليوني شخص، وشارك فيها ما يقارب 79 ألف متطوع ومتطوعة.
ومن البرامج التطوعية المميزة التي استعرضها:
'سمع السعودية' لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي، حيث أجريت 515 عملية زراعة قوقعة وتم توزيع 1,528 سماعة طبية.
برنامج 'أمل' للأشقاء في سوريا، والذي أطلق حديثًا لتنفيذ 104 حملات طبية وجراحية وتعليمية، بمشاركة 3,000 متطوع.
برنامج 'نبض السعودية' لجراحات القلب المفتوح والقسطرة.
مشاريع 'نور السعودية' لمكافحة العمى.
البرنامج السعودي للجراحات المتخصصة في مناطق النزاع والفقر.
التوأم السيامي.. إنجاز سعودي إنساني عالمي
وختم الدكتور الربيعة المحاضرة بعرض فيلم وثائقي عن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، موضحًا أن البرنامج درس حتى الآن 149 حالة من 27 دولة، وأجرى 62 عملية فصل توأم ملتصق، جميعها تكللت بالنجاح، بفضل الكوادر الطبية السعودية المتخصصة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة اعتمدت يوم 24 نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة بمبادرة من المملكة، في خطوة تهدف إلى رفع الوعي العالمي بهذه الحالات الإنسانية النادرة، والاحتفاء بالجهود الطبية المتميزة التي تقودها المملكة في هذا المجال.