تحتفل الكنائس المسيحية بمصر وبلاد المهجر هذا العام جميعًا في نفس اليوم بعيد القيامة، الأحد الموافق 20 أبريل 2025
وبالتزامن مع استعدادات الكنائس بعيد القيامة المجيد وأسبوع الآلام 2025 يتوافد الحجاج كل عام إلى كنيسة القيامة بالقدس للحج المسيحي خلال تلك الإحتفالات.
ومن جهته، كشف أديب جودة الحسيني أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، عن إذا كانت ستشهد القدس موسم الحج المسيحي والذي يأتي قبيل احتفالات عيد القيامة المجيد ويبدأ بالتزامن مع أسبوع الآلام 2025.
وقال أديب جودة الحسيني: القدس، قلب الإيمان ومهوى أفئدة المؤمنين، تشهد هذا العام موسم حجٍّ لم يكن كسابق عهده، فكنيسة القيامة، التي اعتادت أن تضجّ بالحجيج القادمين من أقطار الأرض كافة، تجد نفسها وحيدة في عيد الفصح المجيد، تفتقد خطوات الزائرين وهم يملأون أروقتها بتسابيحهم وصلواتهم، لم يعد دويّ الأجراس يتناغم مع أصوات الوفود القادمة من كل صوب، بل بات صداه يرتدّ في فراغ مهيب، يعكس واقعًا أليمًا فرضته الحرب.
وتابع: لقد اعتادت كنيسة القيامة أن تكون شاهدة على تاريخ القدس، بكل ما مرّت به من محن ونكبات، لكنها لم تكن يومًا أكثر حزنًا من اليوم فالطرقات التي كانت تفيض بالمؤمنين، والأزقة التي لطالما احتضنت الزائرين وهم يسيرون في درب الآلام، باتت اليوم شبه خالية الفرحة التي كان يحملها الحجيج معهم، وهم يضيئون الشموع عند القبر المقدس، تحوّلت إلى غصة في قلوب من منعهم الواقع الأليم من الوصول.
واختتم: إنها مأساة تتجاوز حدود الإيمان إلى صميم الحياة اليومية، حيث تأثرت أوضاع الأرض المقدسة اقتصاديًا واجتماعيًاالتجار الذين كانوا ينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر، لم يجدوا اليوم سوى ركود قاتل يهدد مصادر رزقهم. الفنادق خاوية، الأسواق كئيبة، والحياة تكاد تكون متوقفة.
ومع كل هذا، تبقى كنيسة القيامة صامدة، كما عهدناها عبر التاريخ، شامخة رغم الألم، نابضة بروح القيامة رغم الجراح. فهي وإن بكت زوارها اليوم، إلا أنها تعرف أن نور الفصح لا ينطفئ، وأن أبوابها ستظل مفتوحة بانتظار عودة الحياة، وعودة الحجيج، وعودة الفرح إلى القدس، مهما اشتدّت المحن وطالت الأيام.
برنامج الحج السنوي
ويشمل البرنامج السنوي للحجاج الأقباط زيارة المعالم المسيحية في مدينة القدس للاحتفال بعيد القيامة، وهي: "عين كارم، وكنيسة يوحنا المعمدان، وحقل الرعاة، ثم التوجه إلى بيت لحم لزيارة مغارة الحليب، وكنيسة المهد".
ويتم الصعود إلى جبل طابور لزيارة كنيسة التجلي، مع نهاية الرحلة يكون على الحجاج زيارة جبل صهيون، حيث قبر الملك داود، وكنيستي صياح الديك ونياحة مريم العذراء، ثم المشي على خطى السيد المسيح فى طريق الآلام عبر ١٤ مرحلة، والتوجه إلى منزل قيافا، حيث حبس المسيح، والمرور بالتتابع على كنائس القديسة حنا وبير سلوام والجلد، حتى الوصول إلى كنيسة القيامة التي تحتوي على الجلجثة، أي مكان صلب المسيح، وعمود الجلد ومكان التكفين والقبر المقدس، والختام يكون مع حضور خروج النور المقدس من قبر السيد المسيح.
وعيد القيامة المجيد هو أعظم الأعياد المسيحية وأهمها، حيث يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم بقيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد صلبه وموته على الصليب، وفقًا لما ورد في الكتاب المقدس. يُعتبر هذا العيد حجر الزاوية في الإيمان المسيحي، فهو يمثل الانتصار على الموت والخطية، ويعدّ تجسيدًا للأمل في الحياة الأبدية.
