الجمعة 28/مارس/2025 - 08:27 ص 3/28/2025 8:27:56 AM

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن شهر رمضان المبارك يمثل مدرسة روحية وتربوية عظيمة، تسهم في تهذيب النفوس، وارتقاء القلوب، وتربية الإنسان على معاني الصبر، والتقوى، والانضباط.
وأوضح أن رمضان ليس مجرد شهر للصيام والقيام، بل هو محطة إيمانية يستمد منها المسلم القوة والعزيمة لمواصلة الطاعات بعد انتهائه، كما يعد اختبارًا عمليًّا لقدرته على الاستمرار في العبادة والالتزام بها على مدار العام.
منهج الصيام
وأضاف أن الصيام يتجاوز الامتناع عن الطعام والشراب، فهو منهج متكامل يعمل على تزكية النفس، وتهذيب الأخلاق، وتعويد الإنسان على الصبر، وضبط النفس. واستشهد بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، موضحًا أن الغاية العظمى من الصيام هي تحقيق التقوى، والتي تعني استشعار رقابة الله في جميع الأقوال والأفعال، ليس فقط خلال رمضان، بل على مدار الحياة، فالتقوى ليست عبادة موسمية، بل نهج دائم يجب أن يلازم الإنسان في كل أوقاته.
ولفت إلى أن الكثير من المسلمين يصلون خلال رمضان إلى مستوى إيماني مرتفع، حيث يحرصون على أداء الصلوات في أوقاتها، وقراءة القرآن، والإكثار من الذكر، والصدقات، وصلة الأرحام، إلا أن البعض قد يتراخى عن هذه العبادات بعد انتهاء الشهر الكريم، ما يشير إلى أن هذه الطاعات لم تترسخ كسلوك دائم، بل كانت مجرد التزام مؤقت. وأكد أن الاستمرار في الطاعات بعد رمضان هو علامة على قبولها، مستشهدًا بقول بعض السلف الصالح: "من علامات قبول الحسنة أن يُتبعها العبد بحسنة أخرى".