مازال مسلسل “لام شمسية”، يحصد إعجاب المتابعين للدراما المصرية وغيرهم من الناطقين بالعربية، في تحليل يومي ومستمر لعوامل نجاح المسلسل، وتفرده خلال السباق الرمضاني.
وأشاد الناقد الفني المغربي، فؤاد زويريق، بصناع مسلسل لام شمسية وكيف تكاملت مفراداته فحقق إجماع من الجمهور.
وقال “زويريق”، في منشور عبر حسابه على موقع “فيسبوك”: “أهمية وتميز هذا المسلسل ــ لام شمسية ــ ليس في دخوله جحر الثعابين فقط، وتحريكه موضوعا بهذه الأهمية والخطورة، بل بطريقة وأسلوب معالجته للموضوع وتناوله فنيا وابداعيا، دون الدخول في الخطاب المباشر، ودون السقوط في فخ الوعظ والإرشاد، كما أن شجاعة صناعه لا تتجلى فقط في عدم اقتصارهم عليه كحدث اجتماعي أو جنائي عابر في السياق الدرامي للعمل، أو حتى كخيط من الخيوط الناظمة للعمل كما يحدث في الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية، بل تتجلى في الاعتماد عليه كأساس بنيت عليه كل الأحداث الرئيسية والمتفرعة، والتي تستمر وتسيطر على كل الحلقات حتى النهاية، يعني أن المسلسل هو القضية نفسها، بشخوصها، وأحداثها، واللغة البصرية المستخدمة بكل تفاصيلها التقنية والفنية”.
وأضاف زويريق: “الأهم هو الكتابة التي حملت على كتفيها ثقل العمل ككل، ففنيا لايمكن لمثل هذا العمل أن ينجح بهذا الإتقان وهذا التطريز السلس والمتميز لكل الخيوط المتشابكة لولا براعة الكاتبة مريم نعوم التي شاهدت لها في السابق أعمالا أخرى متميزة، ك''وش وضهر'' و''الهرشة السابعة'' وتميزها يظهر في تماسك الاحداث وبنائها بناء مقنعا ومنطقيا بشخوصها وتفاصيلها وأزمنتها دون السقوط في الإطناب ولا الملل، والدخول إلى عمق الموضوع ومناقشته بسلاسة وبساطة دون تقعير أو فذلكة”.

وتابع الناقد المغربي عن مسلسل “لام شمسية”: “الكتابة هي الأساس لكل عمل متفرد ومعها طبعا الرؤية الإخراجية الصحيحة القادرة على تفريغ النص في قالب بصري بنفس الجودة والتميز، وهذا ما فعله حتما مخرج العمل كريم الشناوي، هو تكامل مدروس بين التأليف والاخراج، ولا أظنه العمل الأول الذي جمع بين المؤلفة والمخرج فقد تعاونا في مسلسل آخر متميز وكنت قد كتبت عنه سابقا هو الهرشة السابعة، هذا دون أن ننسى طبعا التشخيص، فكل الطاقم الفني بما فيه الأطفال كان على قدر من المسؤولية في التعامل مع جحر الثعابين”.
واستكمل: “العمل بهذه الحساسية ليس سهلا على الإطلاق، فهو يتعمق في الحالة النفسية للشخوص بصدماتها وتأثِيراتها وتأثُّراتها وإرهاصاتها، وهواجسها، وامتداداتها على شكل جرعات شملت الكل في النهاية دون استثناء، بما فيهم المتلقي، الجمهور، الذي يجد نفسه داخل هذه الدوامة باعتباره جزءا من هذا المجتمع بكل عيوبه وعاهاته وتشوهاته، فقد يجد نفسه ضحية أو مجرما حسب رؤيته وحسب الزاوية التي تلقى من خلالها العمل، ''لام شمسية'' عمل متكامل العناصر ومتقن بحرفية عالية ولا يسعني شخصيا إلا أن أرفع القبعة لصناعه ولا أظن أن هناك عمل آخر يضاهيه هذا الموسم، هناك أعمال جيدة طبعا لكن ليس بهذا الاتقان والتكامل، فهنيئا لكل صناعه هذا الجمال”.