ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة كومكس في نيويورك إلى مستوى قياسي حيث يضع المتداولون في الحسبان احتمال فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية باهظة على المعدن الصناعي الحيوي.
ارتفع سعر النحاس في بورصة كومكس إلى 5.2055 دولار للرطل يوم الثلاثاء، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 5.199 دولار المسجل في 20 مايو.
وجاء هذا الارتفاع القياسي الجديد بعد تقرير لبلومبرج يفيد بأن شركة جلينكور بي إل سي أوقفت مؤقتًا شحنات النحاس من تشيلي، أكبر منتج للنحاس في العالم.
وأوقفت جلينكور شحناتها من مصهرها في ألتونورتي بعد عطل أصاب فرن المصنع، وفقًا لمصادر مطلعة.
قفزت أسعار العقود الآجلة للنحاس الأمريكي بنحو 29% هذا العام، مما أدى إلى فجوة غير مسبوقة بين الأسعار الأمريكية والسعر المرجعي العالمي المُحدد في بورصة لندن للمعادن.
بدأت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي بالارتفاع متجاوزةً أسعار بورصة لندن للمعادن في يناير، ووصلت الفجوة إلى مستويات قياسية بعد أن أمر ترامب الشهر الماضي وزارة التجارة الأمريكية بإجراء تحقيق في احتمال فرض رسوم جمركية على النحاس لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
يوم الاثنين، وصلت الفجوة بين أسعار العقود الآجلة للنحاس في بورصة كومكس وأسعار بورصة لندن للمعادن إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، متجاوزةً 1400 دولار للطن.
هذا يُوفر حوافز هائلة للتجار الذين استغلوا فارق السعر لنقل النحاس إلى الولايات المتحدة، وذلك لتجنب أي رسوم جمركية محتملة.
تتوقع مجموعة جولدمان ساكس وسيتي جروب أن تفرض الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 25% على واردات النحاس بحلول نهاية العام، ويتوقع التجار وصول كميات هائلة من النحاس إلى الولايات المتحدة قبل ذلك التاريخ.
يُقدّر كوستاس بينتاس، رئيس تداول المعادن في شركة ميركوريا، أن حوالي 500 ألف طن من النحاس متجهة إلى الولايات المتحدة، مما يُسبب نقصًا حادًا في هذا المعدن في بقية السوق العالمية. ويتوقع أن ترتفع أسعار بورصة لندن للمعادن إلى أكثر من 12 ألف دولار للطن المتري مع تفاقم النقص.
ارتفع سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1% ليصل إلى 10,056 دولارًا للطن اعتبارًا من الساعة 2:23 مساءً بتوقيت لندن. وارتفع سعر النحاس في بورصة كومكس بنسبة 2% ليصل إلى 5,195 دولارًا بعد أن سجل سابقًا مستوى قياسيًا.
وفي حين يُتوقع أن يجني التجار والمستثمرون أرباحًا من تداول النحاس، فإن الشركات المصنعة الأمريكية تدفع تكاليف تُمثل جزءًا كبيرًا من التأثير المتوقع في حال تطبيق الضريبة المُلمح إليها بنسبة 25%.