أكد الكاتب الصحفي السوداني الهندي عز الدين، أن استعادة الجيش السوداني للقصر الرئاسي ومحيطه تمثل تحولاً كبيراً في موازين القوى العسكرية وسط العاصمة الخرطوم، وكان القصر والوزارات المحيطة به يشكلان أهم المواقع السيادية التي تمسكت بها مليشيا الدعم السريع، والتي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح، حيث سقط المئات من الضباط والجنود في معركة التحرير التي خاضها الجيش بعزم وتخطيط مدروس.
مطار الخرطوم الدولي
وأضاف عز الدين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه خلال الساعات القادمة، تتجه الأنظار إلى مطار الخرطوم الدولي، الذي يتوقع أن يتم تحريره وتأمينه، مما يعني أن عملية تطهير ولاية الخرطوم تقترب من نهايتها.
وأوضح أن هذا التطور يشير إلى نجاح الاستراتيجية العسكرية التي اعتمدها الجيش، والذي استطاع في وقت قياسي تحقيق انتصارات ميدانية.
وتابع أن الانتقال المتوقع للمعركة إلى دارفور يأتي كجزء من خطة شاملة لاستعادة السيطرة على كافة المدن التي تأثرت بالصراع، لافتاً إلى أنه مع تزايد الضغوط على القوات المتمردة، يبدو أن الخيارات أمامها تقتصر على الاستسلام لحماية أرواح ما تبقى من ضباطها وجنودها. وقد شهدت الخرطوم استسلام عشرات العناصر، مما يدل على تآكل القوة المعنوية والعسكرية للمليشيا.
استراتيجيات المليشيا الدعم السريع
وأشار عز الدين إلى أن مليشيا الدعم السريع، بعد سلسلة من الهزائم، لم تعد تمتلك سوى سلاح التخريب واستهداف المدنيين، حيث تقوم بإرسال طائرات مسيرة من مطار نيالا غرب السودان ومن الحدود السودانية التشادية نحو مناطق وسط السودان. هذه التكتيكات تشير إلى حالة اليأس التي تعيشها المليشيا بعد انهيار قوتها البرية، والتي كانت تعتبر من نقاط قوتها الرئيسية خلال العام الأول من الصراع.
إضافة إلى ذلك، إن السيطرة على القصر ومحيطه ليست مجرد انتصار عسكري، بل تحمل في طياتها دلالات سياسية مهمة. يمثل القصر مركزاً للقرار السياسي في السودان، واستعادته تعكس قدرة الجيش على فرض سلطته واستعادة النظام في البلاد.
وأشار إلى أن الشارع السوداني يتطلع إلى استقرار الأوضاع وتحقيق السلام بعد سنوات من النزاع والاضطراب بيد أن الاستقرار لا يتطلب فقط الانتصارات العسكرية، بل يحتاج أيضاً إلى عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة كافة الأطراف في رسم ملامح المستقبل.
وأوضح أن المسار المقبل للصراع يتطلب مراقبة دقيقة وتحليلاً مستفيضاً، إذ قد تكشف المعارك في دارفور عن صراعات جديدة وتحديات إضافية. بينما يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، يبقى الأمل معقوداً على تحقيق السلام واستعادة الأمان للسودانيين الذين عانوا طويلاً من ويلات الحرب.
وختم عز الدين تصريحاته بأن استعادة الجيش السوداني للقصر تمثل خطوة مهمة في سياق الصراع المستمر، لكن الأسئلة حول كيفية إدارة ما بعد الحرب تظل قائمة، مما يستدعي تضافر الجهود المحلية والدولية لتحقيق الاستقرار المنشود.