روافد تطرح "ابن خلدون.. مسارات مفكر مغاربى" للباحث أجويركات المهدى - نجوم مصر

صدرت حديثا عن دار روافد للنشر، النسخة العربية لكتاب، “ابن خلدون.. مسارات مفكر مغاربي”،  من تأليف أجويركات المهدي، وترجمة محمد عبد الفتاح السباعي.

روافد للنشر تطرح ترجمة "ابن خلدون..مسارات مفكر مغاربي" 

وفي تقديمه للنسخة العربية لكتاب “ابن خلدون.. مسارات مفكر مغاربي”،  للباحث أجويركات المهدي، يذهب المترجم محمد عبد الفتاح السباعي، إلى أنه: هذه السيرة الذاتية المتخصصة لابن خلدون، خلافا لتقليد كامل، وضعت لنفسها مهمة إلقاء نظرة خاطفة علي ما كان عملا مسجلا في زمن ما، في العصور الوسطي، وفي مكان ما، في العالم الإسلامي، ولا سيما في بعده المغاربي. إنها تطمح إلى تجنب الاستسلام لحلم القدرة المطلقة الذي تتيحه إمكانية الجلوس علي كتف هذا العملاق الذي ارتقى إلى مستوى العبقرية.

ويضيف “السباعي”: توج ابن خلدون كمؤسس صاحب رؤية لعلم الاجتماع وهو العربي المسلم المغاربي. وكان استحضاره بمثابة عنصر طارد لعقدة النقص الناجمة عن الهيمنة السياسية الفكرية للغرب، وعند اللزوم، يمكن أيضًا استخدام ابن خلدون لتسليط الضوء علي الأحداث الساخنة، وأكثر من ذلك لأنه ينظر إليه علي أنه العنصر الحديث المضمن في الثقافة التقليدية مما يمنحه قيمة إرشادية مضاعفة".

وتابع: “إن هذا الميل إلى الاستخدام المكثف لفكر ابن خلدون لتحليل المجتمعات العربية الحديثة لا يوجد في العالم العربي وبلدان الجنوب فقط. ونظرا لأن منهج ابن خلدون يعتبر علميا وموضوعيا وعقلانيا، وكذلك أيضا مرتبطا ارتباطا وثيقا بالتطبيق العلمي، فيمكن اعتباره ركيزة لتحليل الأنظمة السياسية الحالية في الشرق الأوسط”.

تجدر الإشارة إلى أن، “ابن خلدون”، سبق الفيلسوف الفرنسي أوجست كونت، في تأسيس ووضع قواعد علم العمران البشري، أو ما نعرفه حديثا باسم علم الاجتماع ولا يمكن لنا أن نبحث في مجال الاجتماع والتاريخ، إذا لم نتطرق إلي ابن خلدون، الباحث الاجتماعي وصاحب كتاب "المقدمة" الشهير والذي يعتبر أحد أفضل المنتجات الفكرية في القرن الرابع عشر، فقد اهتم ابن خلدون بحياة البدو من العرب والبربر والترك وقارنهم بحياة التمدن.  

ابن خلدون كان نتاج زمانه والمشكلة الفكرية في عصره كانت محور أفكاره، وضعف الإسلام في زمنه كان التحدي الفكري لابن خلدون، فمع الهزيمة تضعف العقيدة وتبدأ الأسئلة، فكان ابن خلدون يسأل: كيف نفهم وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين بينما الحياة قاسية وغير عادلة، فدرس “ابن خلدون” الناحية الاجتماعية لتاريخ البشر، لكنه في نفس الوقت حاول التوفيق بينه وبين العقيدة، وحاول تفسير أن ما نلاحظه في الواقع لا يمكن أن يتعارض مع كلام الله في القرآن.  

وكانت نظرية “ابن خلدون” تتمحور حول موازين القوي في الأساس، لكن يصاحب هذا التدخل الإلهي، وبداية كل حضارة تبدأ من البادية، حيث لاحظ ابن خلدون من التاريخ أن البدو الرحل الذين يستقرون في المدن يعطون حياة جديدة للمدن التي بدأت تظهر فيها علامات الانحطاط الخلقي حيث الترف والرفاهية تفسد أخلاق أهل المدن.