أكد تقرير بريطاني أن سيطرة الجيش السودني على القصر الجمهوري قد تدعم الجيش في السيطرة الكاملة على الخرطوم واستكمال سيطرته على وسط السودان، حيث استعاد أراض واسعة من ميلشيا الدعم السريع في الأشهر الأخيرة.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) أن الجيش السوداني استعاد مساحات واسعة من الأراضي في الأشهر الأخيرة، بعد أن فقدت القوات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة في بداية الحرب، وتقاتل منذ عامين لاستعادتها من الدعم السريع.
استعادة الجيش السوداني للقصر الجمهوري تحول استراتيجي
واشار التقرير إلى أن الجيش بعد أن استعاد القصر الجمهوري، يؤكد أنه في طريقه لاستعادة بقية العاصمة رغم صعوبة تحقيق النصر الكامل في هذه الحرب.
وأوضح التقرير أن القصر الجمهوري التاريخي، يعد رمزا للقوة والسيادة، كما أن استعادته يعد نصر استراتيجي بالنسبة للجيش السوداني.
وبعد تطهير الأحياء الخارجية للخرطوم الكبرى، استعاد الجيش جزء كبير من وسط المدينة، دافعًا مقاتلي الدعم السريع خارج المواقع الرئيسية كالمباني الحكومية وبعيدًا عن القيادة العامة للجيش، وهذا يعني أن قوات الدعم السريع فقدت سيطرتها فعليً على العاصمة، رغم أن بعض مقاتليها لا يزالون موجودين في الخرطوم.
وأضاف التقرير "لم يتضح بعد مدى تقدم خط المواجهة. لا يزال مقاتلو قوات الدعم السريع متفرقين في وسط المدينة ومتمركزين في جزء من المطار كما يحتلون أراض جنوب القصر الجمهوري".
تقسيم ام تحرير كامل.. ماذا ينتظر السودان
ومن المتوقع استمرار القتال الدامي مع محاولة الجيش السوداني محاصرة وحدات قوات الدعم السريع المتبقية، لكن تحقيق الجيش انتصار كامل في العاصمة قد يعيد ضبط مسار الحرب أو يُرسخ الانقسام في السودان بحسب التقرير حيث تُسيطر ميلشيا الدعم السريع على معظم إقليم دارفور غرب السودان، وأجزاء من الجنوب بينما الحكومة السوداني تُسيطر على شرق وشمال السودان.
وأكد التقرير أن السيطرة الكاملة على الخرطوم من قبل الجيش قد تُساعد على استكمال سيطرته على وسط السودان، حيث استعاد أراضٍ من قوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة كما قد يُعطي ذلك زخما للقوات المسلحة السودانية لتحدي الدعم السريع في معقله في دارفور، وخاصةً في مدينة الفاشر، التي تخضع لحصار قوات الدعم السريع منذ ما يقرب من عام.
وحذر العديد من المراقبين من خطر انزلاق السودان إلى تقسيم فعلي، مع ترسيخ الطرفين المتحاربين وداعميهما لمناطق نفوذهما، حيث تعمل قوات الدعم السريع على تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، وجمعت الجماعات المتحالفة معها لتوقيع ميثاق سياسي ودستور الشهر الماضي في نيروبي كان هدفها إظهار أنها لا تزال قوة فاعلة، على الرغم من انتكاساتها في ساحة المعركة، وأن رغبتها في السيطرة على البلاد لم تخفت.