أخبار عاجلة

دراما رمضان.. لماذا أحببنا "المال والبنون"؟ - نجوم مصر

دراما رمضان.. لماذا أحببنا "المال والبنون"؟ - نجوم مصر
دراما
      رمضان..
      لماذا
      أحببنا
      "المال
      والبنون"؟ - نجوم مصر

يُعد «المال والبنون «من أبرز المسلسلات الدرامية فى التليفزيون المصرى، محققًا نجاحًا استثنائيًا منذ عرضه عام 1993. تناول الصراع بين الخير والشر، مسلطًا الضوء على الفرق بين المال الحلال والحرام بأسلوب درامى مشوّق يجمع بين الإثارة والبعد الإنسانى والدينى.


رغم مرور العقود، لا يزال المسلسل حاضرًا فى الوجدان، لما طرحه من قضايا اجتماعية واقعية تمس القيم والصراع بين الأجيال. كما أسهم ارتباطه بشهر رمضان فى ترسيخه بالذاكرة الجماعية، حيث اعتادت العائلات متابعته بشغف.


لعب الأداء التمثيلى دورًا رئيسيًا فى نجاحه، حيث أبدع نجومه، وعلى رأسهم يوسف شعبان وعبدالله غيث، فى تجسيد شخصيات أصبحت أيقونية، مما عزز تأثير المسلسل فى وجدان المشاهدين. وقد انعكس ذلك بوضوح، حتى إن بعض الممثلين أصبحوا يُنادَون بأسماء شخصياتهم فى العمل، مثل عباس الضو، وسلامة فراويلة، ويوسف الضو، والسحت، وفريد، وفريال، وبيسة، والقص، مما يعكس قوة الأداء والتأثير العاطفى العميق للمسلسل.


دارت أحداث المسلسل فى حى الحسين، أحد أعرق أحياء القاهرة، مجسّدًا أصالتها وعراقتها. وقد كُتبت القصة بحيث تدور خلال شهر رمضان، ما تزامن مع عرضه فى الشهر ذاته، مما عزّز ارتباط الجمهور به، حيث أصبحت العائلات المصرية تتابعه يوميًا، وكأنه جزء لا يتجزأ من الأجواء الرمضانية آنذاك.


المسلسل من تأليف محمد جلال عبدالقوى وإخراج مجدى أبوعميرة، وضم نخبة من النجوم، أبرزهم يوسف شعبان، وعبدالله غيث، وأحمد عبدالعزيز، وشريف منير، إلى جانب رجاء حسين، وحنان ترك، ووحيد سيف، وأحمد راتب، بالإضافة إلى كوكبة كبيرة من الفنانين الذين أبدعوا فى تجسيد الشخصيات بحرفية عالية.


عندما بدأ المخرج مجدى أبوعميرة تحضير العمل، ركّز على اختيار الممثلين بعناية فائقة، خاصة فى شخصيتى عباس الضو وسلامة فراويلة، كونهما يمثلان جوهر الصراع الدرامى. كان الفنان عزت العلايلى المرشح الأول لدور عباس الضو، لكنه اعتذر بسبب طلبه بعض التعديلات فى السيناريو وانشغاله بأعمال أخرى. كذلك كان محمود ياسين المرشح الأول لشخصية سلامة فراويلة، لكنه اعتذر بسبب التزاماته الفنية. وبعد اعتذارهما، وقع الاختيار على يوسف شعبان وعبدالله غيث، حيث كان الأخير متحمسًا جدًا للدور رغم انشغاله بتصوير مسلسلين آخرين فى نفس التوقيت.


نجح المؤلف محمد جلال عبدالقوى فى صياغة سيناريو متماسك يعكس الواقع بحرفية، حيث قدم شخصيات متعددة الأبعاد بتطور درامى واضح جعلها نابضة بالحياة. تناول الصراع بين المال والمبادئ وحسمه فى النهاية، مع دمج البعد الدينى بعمق، مما أضفى على الأحداث واقعية وثراءً فكريًا. كما برع فى تقديم لغة حوارية قوية وواقعية تعكس طبيعة الشخصيات وتجعلها قريبة من وجدان المشاهد. بالإضافة إلى ذلك، رصد المسلسل فترة محورية فى تاريخ مصر، متناولًا التحولات الاجتماعية والسياسية التى سبقت وتلت عام 1967، وما تبعها من تغييرات أثّرت فى المجتمع.


قدّم المخرج أبوعميرة رؤية إخراجية متقنة جعلت الأحداث تبدو واقعية ومؤثرة، حيث اهتم بأدق التفاصيل البصرية، من خلال الديكورات التى عكست روح الزمن، والأزياء التى جسدت طبيعة المجتمع فى تلك الفترة، إلى جانب الإضاءة التى أضافت طابعًا دراميًا مميزًا. كما برع فى اختيار زوايا تصوير تُبرز الصراع الدرامى بين الشخصيات.

مما زاد من حدة التوتر الدرامى والتفاعل البصرى. إضافة إلى ذلك، أدار الممثلين باحترافية عالية، مما جعل الأداء متجانسًا وقويًا، ليظهر كل مشهد بحيوية وواقعية كبيرة.


ظهر فى تتر العمل مشهد الزار، الذى كشف المخرج أنه كان حقيقيًا، حيث تم تصويره بمراسمه التقليدية، مما أضفى عليه واقعية كبيرة، وجعله أحد أبرز المشاهد التى ظلّت عالقة فى أذهان الجمهور.


يُعد تتر المال والبنون واحدًا من أشهر التترات فى تاريخ الدراما المصرية، حيث لحّنه الموسيقار ياسر عبدالرحمن بأسلوب درامى مؤثر، بينما كتب كلماته الشاعر الكبير سيد حجاب ببصمته الشعرية المميزة، واصفًا من خلاله أحداث المسلسل وصراعاته بين الخير والشر.

قدّم على الحجار تتر البداية بصوته القوى والمؤثر، مما جعله محفورًا فى وجدان المشاهدين حتى اليوم. ومن أبرز كلماته:

«قالوا زمان دنيا دنية غرورة.. وقلنا واللى تغره يخسر مصيره.. قالوا الشيطان قادر وله ألف صورة»


أما تتر النهاية، فقد شاركت فى غنائه حنان ماضى بصوتها العذب، مما أضفى عليه طابعًا حزينًا ومؤثرًا، متماشيًا مع طبيعة الأحداث الدرامية التى حملها المسلسل.


يُذكر أن تتر المسلسل خضع لتعديلات بعد عرضه، حيث تم حذف بعض الكلمات الأصلية بسبب اعتراضات دينية، مما دفع صُنّاع العمل إلى إعادة صياغة بعض الأبيات لتجنب الجدل. ومع ذلك، ظل التتر محتفظًا بقوته وتأثيره، ليبقى جزءًا لا يُمحى من ذاكرة المشاهدين.

 

بعد نجاح الجزء الأول، جاء الجزء الثانى بتغييرات فى الأبطال أثرت على استمرارية الشخصيات وأثارت جدلًا بين الجمهور. رفض شريف منير المشاركة بعد خلاف على ترتيب الأسماء، فتم استبداله بوائل نور، لكن الجمهور لاحظ الفرق. كما تم استبعاد فايزة كمال وسط روايتين؛ الأولى أنها طلبت تعديلات فرفضها الكاتب فاعتذرت، والثانية أنها تعرضت لضغوط فرفضت تقديم تنازلات، فتم استبدالها بجيهان نصر، التى قدمت أداءً مختلفًا.

بعد وفاة عبدالله غيث، حلّ شقيقه حمدى غيث مكانه، لكن الفرق فى الأداء والتفاصيل كان واضحًا. كما استُبدل حسن حسنى بمحمد متولى فى دور الصول شرابى، ومحمد أبو الحسن بمظهر أبوالنجا، مما جعل الجمهور يشعر بأن الجزء الثانى أقل قوة. ورغم ذلك، ظل المسلسل من أبرز الأعمال الدرامية المصرية التى حفرت مكانها فى ذاكرة المشاهدين.

لذلك… أحببنا المال والبنون! لأنه لم يكن مجرد مسلسل، بل حكاية صاغت بمهارة صراع الخير والشر، وانتصار المبادئ رغم إغراءات المال، فى دراما بقيت خالدة بأحداثها وشخصياتها المؤثرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رابط تحميل التقييمات الأسبوعية لجميع المواد الدراسية لصفوف النقل - نجوم مصر
التالى وزارة التعليم توضح نظام امتحانات الثانوية العامة 2025 بعد التعديلات الجديدة - نجوم مصر