كشف المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، عن أن حجم الأعمال المستهدف لدى الصندوق يتخطى ١.١ تريليون جنيه، فى مشروعات تنموية عقارية، إلى جانب تطوير المناطق غير المخططة و«القاهرة التاريخية».
وأكد «صديق»، فى حواره مع «الدستور»، النجاح فى القضاء على ظاهرة المناطق العشوائية الخطرة على مستوى الجمهورية، ليبدأ بعدها العمل فى إعادة تخطيط المناطق غير المخططة على مستوى الجمهورية.
وتطرق كذلك إلى مشروع تطوير «القاهرة التاريخية»، الذى تبلغ تكلفة المرحلة العاجلة منه ٩.٨ مليار جنيه، ومن المتوقع الانتهاء منها فى نهاية العام الجارى، وهى تشمل ٥ مناطق كالتالى: «مسجد الحاكم» و«درب اللبانة» و«مسجد الحسين» و«حارة الروم» و«باب زويلة».
■ بداية.. ما التغيير الذى طرأ على طبيعة عمل «صندوق التنمية الحضرية» بعد تغيير اسمه من «صندوق تطوير العشوائيات»؟
- «صندوق تطوير العشوائيات» ركز على العشوائيات الخطرة، وعندما تمكن من القضاء عليها تمامًا، ارتفع الطموح ليصبح «صندوق التنمية الحضرية» كمفهوم أوسع نطاقًا، يشمل التطوير العمرانى، والحفاظ على المناطق المميزة، وتلبية احتياجات السكان، وتأهيل المناطق الحضرية والتاريخية، وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى، وتحسين المدن والبنية التحتية، وليس تطوير العشوائيات فقط، لذلك هناك فارق كبير جدًا بين المسميين.
■ هل يمكن تحديد رقم مالى معين تم إنفاقه على تطوير العشوائيات، خاصة العشوائيات الخطرة؟
- تكلفة القضاء على العشوائيات الخطرة وتطوير المناطق غير الآمنة قدرت بحوالى ٦٣ مليار جنيه «ما يعادل ٤.٢ مليار دولار» فى حينها، وهى قيمة تتخطى ٢١٢ مليار جنيه بسعر الوقت الحالى، إذا ما تأخرنا عن التوقيت الذى قررت فيه القيادة السياسية القضاء على هذه الظاهرة تمامًا، رغم كل التحديات والظروف غير المناسبة، لذا فإن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير العشوائيات الخطرة، منذ توليه حكم البلاد، هو قرار حكيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم يفهم أغلبنا أبعاده وقتها، لكن الجميع فهم حاليًا عندما رأى بعينه.
■ هل تم القضاء على هذه المناطق الخطرة نهائيًا؟
- المناطق التى تم القضاء على العشوائيات الخطرة بها هى: «الأسمرات، وروضة السيدة، والخيالة، ومعًا المحروسة» فى القاهرة، و«عشش محفوظ» و«مدينة العمال» فى المنيا، و«السماكين» فى سوهاج، و«حدائق أكتوبر» فى الجيزة، و«شمال وجنوب الصيادين» فى دمياط «رأس البر»، و«حلايب وشلاتين» فى البحر الأحمر، و«الرويسات» فى جنوب سيناء «شرم الشيخ»، و«الصحابى» فى أسوان. أما بالنسبة للعمل الجارى حاليًا، فهو يشمل تطوير المناطق غير المخططة، وتحسين البنية التحتية والخدمات.
■ كيف تصف التحول فى قطاع العقارات بعد القضاء على العشوائيات الخطرة، والعمل حاليًا على تطوير المناطق غير المخططة على مستوى الجمهورية؟
- التحول فى قطاع العقارات له أبعاد وأشكال مختلفة. ببساطة القضاء على العشوائيات الخطرة أعاد هيكلة المدن، وخلق بيئات حضرية جديدة، وعزز الثقة فى القطاع العقارى، وزاد من جودة الحياة بصفة عامة.
■ بذكر المناطق غير المخططة.. كيف تسير الأمور فى عمليات تطويرها الآن؟ وهل تم حصرها بالكامل؟
- بالنسبة لحصر المناطق غير المخططة: لدينا ٢٢٦ مدينة فى ٢٧ محافظة، بمساحة ١٥٢ ألف فدان «٣٧.٥٪ من مساحة المدن»، وتبلغ تكلفة تطويرها ٣١٨ مليار جنيه. والعمل الجارى فى المناطق غير المخططة يشمل ١٦٤ منطقة بمساحة ١٦٫٥٠٠ فدان، لخدمة حوالى ١.٥ مليون وحدة سكنية «٨ ملايين نسمة»، بتكلفة ٥.٥ مليار جنيه. تم تنفيذ ١٢١ منطقة، وجار تنفيذ ٤٣ أخرى.
■ هل هناك تقديرات لمحفظة الأراضى والوحدات السكنية التى يمتلكها الصندوق حاليًا؟
- الصندوق يمتلك محفظة كبيرة من الأراضى والوحدات السكنية، ويستخدمها لتحسين البيئة الحضرية، مع تركيزه فى الوقت الحالى على التنمية الحضرية والإسكانية بالشراكة مع القطاع الخاص. حجم الأعمال المستهدف لدينا يتخطى ١.١ تريليون جنيه، فى مشروعات تنموية عقارية، وتطوير المناطق غير المخططة، وكذلك «القاهرة التاريخية».
■ هل يمكن للصندوق أن يدخل فى مشروعات استثمارية غير تخصصه؟
- لدينا مشروع «دارة» بالفعل، الذى يتضمن تنفيذ ٥٠٠ ألف وحدة فى عواصم المحافظات، خلال ٥ سنوات، باستثمارات ٧٠٠ مليار جنيه.
■ ماذا عن عمليات تطوير «القاهرة التاريخية»؟
- اخترنا البدء بتطوير ٥ مناطق فى «القاهرة التاريخية» هى: «مسجد الحاكم» و«درب اللبانة» و«مسجد الحسين» و«حارة الروم» و«باب زويلة»، كمرحلة أولى، مع مراعاة شروط «يونسكو». بالنسبة لأعمال الترميم، هناك تقدم كبير فى ترميم المبانى التاريخية فى هذه المناطق، مع رفع كفاءة واجهاتها، وإعادة استغلال المناطق الخربة. تكلفة المرحلة العاجلة لتطوير «القاهرة التاريخية» تبلغ ٩.٨ مليار جنيه، ومن المتوقع الانتهاء فى آخر العام الجارى ٢٠٢٥، علمًا بأنه تم احتساب إجمالى التكلفة بنحو ٧٠ مليار جنيه، بدأت فى ٢٠٢٢، ومن المقرر الانتهاء منها بشكل كامل العام المقبل.على سبيل المثال: حديقة «تلال الفسطاط» قدرت تكلفتها بـ١٥ مليار جنيه، ويهدف الصندوق إلى إدارتها وتشغيلها عن طريق شركات عالمية. أما «الفسطاط فيو» فتبلغ تكلفتها ٧ مليارات جنيه، وتقام على مساحة ٣٠ فدانًا، وهى مشروع سكنى استثمارى بالشراكة مع شركة «الأهلى صبور».
■ سمعنا عن خطة قومية لتطوير الأسواق الشعبية.. إلى أين وصلت؟
- تطوير الأسواق الشعبية يندرج ضمن رؤية شاملة لتحسين البيئة العمرانية. تم حصر ١١٠٥ أسواق عشوائية بإجمالى ٣٠٦٫٣١٣ وحدة بيع، بتكلفة ٤٤ مليار جنيه، وجار العمل فى ٤٢ سوقًا «٧٦٠٣ وحدات»، بتكلفة ١.٢ مليار جنيه، بعد تنفيذ ٣٦ سوقًا «٥٤٤١ وحدة».
■ بعد كل النجاحات التى حققها الصندوق خلال السنوات العشر الأخيرة.. هل هناك خطط أو مستهدفات جديدة تخططون للدخول فيها؟
- بالطبع، لدينا مستهدفات مستقبلية متمثلة فى تنفيذ خطط طموحة للدخول فى مشروعات جديدة، لتحقيق التنمية الشاملة، وتحسين جودة الحياة والخدمات للمواطنين.
■ ما آخر تطورات المشروع القومى لتطوير المدن الكبرى وعواصم المحافظات؟
- نفذ الصندوق ما يقرب من ٦٠ ألف وحدة سكنية ضمن المشروع القومى لتطوير المدن الكبرى وعواصم المحافظات، ويتطلع لبدء مرحلة جديدة لتنفيذ ٥٠٠ ألف وحدة سكنية.
