"الاجتهاد في الفقه الإسلامي.. حق فردي أم مسؤولية جماعية؟".. المفتي يجيب - نجوم مصر

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن الاجتهاد في الفقه الإسلامي حق لكل مسلم توفرت فيه شروط الاجتهاد، لكنه في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة تحتاج إلى العلم العميق والدقة في استنباط الأحكام.

وأضاف خلال برنامج "الفتوى والحياة"، أن الفقه الإسلامي ميز بين الاجتهاد الفردي والاجتهاد الجماعي، حيث كان الاجتهاد في البداية فرديًا يمارسه العلماء الكبار مثل الصحابة والتابعين، ثم أصبح أكثر تنظيمًا مع مرور الزمن.

وأوضح أن الفقهاء الذين جاؤوا بعد عصر الصحابة كانت لهم اجتهادات فردية في قضايا متعددة، مستدلًا بقول الإمام مالك: "ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك"، مما يعكس المسؤولية الكبيرة التي كان يتحملها المفتي قبل إصدار أي فتوى.

وأضاف أن الاجتهاد الفردي كان هو الأصل في العصور الأولى، لكن مع زيادة القضايا الفقهية وتعقدها، ظهر الاجتهاد الجماعي الذي يعتمد على مشاركة عدد من العلماء في دراسة القضايا وإصدار الأحكام.

وأشار إلى أن الفتوى الفردية رغم أهميتها، لا تملك سلطة الإلزام، حيث تظل رأيًا فقهيًا يمكن الأخذ به أو تركه، بينما الفتوى الجماعية التي تصدر عن المجامع الفقهية والمؤسسات الدينية الكبرى تحظى بقدر أكبر من القبول والاعتماد الرسمي، لأنها تستند إلى آراء مجموعة من العلماء المتخصصين.

وأكد الدكتور شوقي علام أن العصر الحديث يتطلب المزيد من الاجتهاد الجماعي بسبب التحديات الفقهية الجديدة التي تفرضها المستجدات العلمية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية تعد نموذجًا لهذا النوع من الاجتهاد، حيث تعتمد على فرق بحثية متخصصة لدراسة القضايا المعقدة وإصدار الفتاوى بناءً على دراسة شاملة ومستفيضة.