أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الفتوى كانت وما زالت جزءًا أساسيًا من حياة المسلمين، منذ أن بدأ بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان أول من قام بالافتاء بجوامع الكلم وفصل الخطاب.
وأوضح خلال حلقة جديدة من برنامج "الفتوى والحياة" على فضائية "الناس" أن الفتوى في عهد النبي كانت مستندة إلى الوحي الإلهي، حيث كان عليه الصلاة والسلام يفتي أصحابه في مختلف القضايا الدينية والاجتماعية، وكان من أمثلة ذلك ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن امرأة جاءت إلى النبي وسألته عن قضاء صيام النذر عن والدتها المتوفاة، فأوضح لها أن قضاء النذر عن الميت جائز، كما لو كان دينًا يجب سداده.
وأشار المفتي إلى أن الفتوى لم تتوقف عند النبي، بل انتقلت إلى الصحابة الكرام الذين تميزوا بالعلم والفقه، حيث كان بعضهم مكثرًا في الفتوى مثل ابن عباس، بينما كان آخرون أقل إصدارًا لها وفقًا لقدرتهم العلمية.
وبيّن أن أكثر الصحابة فتيا هم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، حيث حفظت عنهم الفتاوى وانتشرت بين المسلمين.
وأوضح الدكتور شوقي علام أن الفتوى لعبت دورًا رئيسيًا في توجيه الأمة عبر التاريخ، حيث كانت تُستمد من القرآن والسنة، مشيرًا إلى أن تطور العلوم الشرعية ساهم في تشكيل المدارس الفقهية المختلفة التي قدمت إجابات متنوعة على المسائل التي استجدت مع مرور الزمن.
وأضاف أن الفتوى اليوم باتت تخضع لمعايير أكثر تنظيمًا من خلال المؤسسات العلمية مثل دار الإفتاء المصرية، التي تعد واحدة من أقدم وأهم المؤسسات الدينية التي تقدم الفتاوى الشرعية وفق منهج علمي دقيق ومنضبط.
