تحدث الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن رؤيته المختلفة في تفسير قوله تعالى:"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا"، مشيرًا إلى أنه يخالف في فهم هذه الآية رأي إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
وأوضح "الأزهري"، خلال برنامجه "اللؤلؤ والمرجان" المذاع على قناة “دي إم سي”، أنه يكنّ كل الاحترام والتقدير للشيخ الشعراوي، لكنه يرى أن هناك مواضع تستحق النظر والنقاش العلمي، قائلًا:"أستاذنا الشيخ الشعراوي قال إن السنة والعام بمعنى واحد، وهذا كان اختياره في التفسير، لكن عندما رجعنا إلى كتب أهل العلم ووسعنا دائرة البحث، وجدنا أن هناك فارقًا بين السنة والعام."
الفرق بين "السنة" و"العام" في القرآن الكريم
وبيّن الأزهري أن الفرق بين المصطلحين لا يكمن في المدة الزمنية، بل في طبيعة الأحداث التي تقع خلالها، موضحًا: "إذا مرت 12 شهرًا في يسر ورخاء، أُطلق عليها "عام".أما إذا كانت 12 شهرًا مليئة بالمحن والصعوبات، سُميت "سنة".
وأشار الأزهري إلى أن هذا الفرق ورد في القرآن الكريم، مستشهدًا بقول الله تعالى في قصة سيدنا يوسف:"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا"، حيث عبر عن سنوات القحط والجفاف بلفظ "سنين"، ثم قال بعدها: "ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ"، فاستخدم كلمة "عام" عند الحديث عن الرخاء والخصب.
دلالة التعبير في قصة سيدنا نوح
واستنادًا إلى هذا الفهم، أوضح الأزهري أن القرآن الكريم استخدم لفظ "ألف سنة" ليعبر عن فترة الدعوة الشاقة التي قضاها سيدنا نوح مع قومه، والتي كانت مليئة بالصبر والمثابرة والمكابدة. بينما استخدم كلمة "عام" للإشارة إلى الخمسين عامًا التي سبقت نبوته، والتي عاشها في هدوء ويسر قبل أن تبدأ رحلته الدعوية المليئة بالشدائد.
وأكد الأزهري أن هذا التمييز يبرز المعنى العميق للمعاناة التي واجهها نوح عليه السلام في دعوته، وكيف تحولت حياته بعد البعثة من الراحة إلى الشدة، مما يرسّخ في الأذهان قيمة الصبر والثبات في مواجهة التحديات.
