قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للسيناتور الأمريكي جون فيترمان جهاز بيجر مغطى بالفضة كتذكار من زيارة المشرع الأمريكي لمكتبه في القدس، الأربعاء، وتم نشر فيديو يظهر تبادل الهدايا بين الرجلين عبر مكتب نتنياهو، مما أثار تفاعلات متعددة في الأوساط الإعلامية.
تلميحًا لما شهدته منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية
وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد تجسد هذه الهدية تلميحًا لما شهدته منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا، حيث كانت تشير إلى هجوم إسرائيل على عناصر حزب الله في لبنان في سبتمبر الماضي، في ذلك الهجوم، قام جهاز الموساد بإرسال رسالة مشفرة إلى آلاف أجهزة البيجر المزودة بالمتفجرات، والتي انفجرت بشكل مفاجئ، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، بينهم أطفال، خلال أنشطتهم اليومية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الزيارة تسلط الضوء على هذه الأحداث يعكس التوتر الدائم في المنطقة، حيث تظل قضية فلسطين محورًا رئيسيًا للجدل والنقاش، في حين يستمر الحوار الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تظل الأوضاع على الأرض معقدة، مما يستدعي إعادة تقييم الاستراتيجيات المتبعة من قبل جميع الأطراف المعنية.
وذكرت الصحيفة، أن هذه اللحظة التاريخية لا تعكس فقط العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بل تُبرز أيضًا الحاجة الماسة للسلام والاستقرار في منطقة تعاني من صراعات مستمرة.
وأوضحت الصحيفة، تسببت الحادثة في قلق متزايد حول الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا في الصراعات، وكيف يمكن أن تتسبب هذه الأجهزة في أضرار كبيرة للمدنيين، وقد أظهر تفاعل فيترمان مع الهدية، الذي أعرب عن إعجابه، حجم الانقسام في المواقف تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ووفقًا لما أودته الصحيفة يعتبر فيترمان، الذي قوبل بانتقادات من مؤيديه السابقين بسبب دعمه المستمر لإسرائيل، قال: "عندما انكشفت تلك القصة، كنت مثل: 'أحب ذلك، أحب ذلك'".
في المقابل، قدّم فيترمان لنتنياهو صورة مؤطرة لنصب تذكاري في فيلادلفيا لأخيه يوني، الذي قُتل في عام 1976 أثناء قيادته لعملية الكوماندوز الإسرائيلية في عنتيبي، أوغندا، لتحرير ركاب يهود من طائرة مختطفة، وهذه الإشارة إلى تاريخ عائلة نتنياهو تضيف عمقًا إنسانيًا إلى الزيارة، حيث نشأ الأخوان نتنياهو في ضواحي فيلادلفيا، حيث كان والدهما يعلّم التاريخ.
ومع ذلك، تأتي هذه الزيارة في وقت حساس جدًا، حيث أطلق نتنياهو عمليات قصف مكثفة على غزة، بعد خرقه لوقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل حوالي 400 فلسطيني، بينهم عدد كبير من الأطفال، كما أن هذا التصعيد العسكري أدى إلى احتجاجات واسعة في الشوارع الإسرائيلية، حيث طالب المواطنون الحكومة بتحمل المسؤولية عن الوضع المتدهور.
الزيارة، التي كانت مخصصة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تكشف عن التحديات المتزايدة التي تواجهها إدارة بايدن في سياستها تجاه الشرق الأوسط، بينما يسعى السيناتور فيترمان لتعزيز علاقاته مع الحكومة الإسرائيلية، يبقى السؤال حول كيفية التعامل مع تداعيات العنف المتزايد والتوترات المتصاعدة.
