اعتقلت السلطات التركية، اليوم الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو - المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، مما آثار احتجاجات واسعة و هزة كبيرة في سعر الليرة.
اعتقال 100 شخص بينهم رئيس بلدية إسطنبول
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن أوامر اعتقال صدرت بحق نحو 100 شخص آخرين مرتبطين بالعمدة، بينهم مستشاره الصحفي مراد أونغون.



جاءت هذه الخطوة قبل أيام فقط من إجراء حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي انتخابات تمهيدية حيث من المتوقع اختيار إمام أوغلو كمرشح رئاسي.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة "سي إن إن تورك" رجال الشرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب وعشرات المركبات الأمنية خارج منزل إمام أوغلو.
وقال إمام أوغلو في مقطع فيديو نُشر على منصة إكس : "يحزنني أن أقول إن حفنة من الأشخاص الذين يحاولون سرقة إرادة الشعب، أرسلوا الشرطة العزيزة وقوات الأمن متهمين إياهم بهذا الفعل الخاطئ"، مضيفاً:"تم إرسال مئات من رجال الشرطة إلى باب منزلي - منزل 16 مليون شخص في إسطنبول."
وندد المنتقدون بالاعتقالات ووصفوها بأنها ذات دوافع سياسية وجزء من حملة حكومية مستمرة على المعارضة بعد الهزيمة الكبرى التي تعرض لها أردوغان في الانتخابات المحلية والانتخابات البلدية العام الماضي.
في أعقاب اعتقال إمام أوغلو، علّقت محافظة إسطنبول حق التظاهر في المدينة حتى 23 مارس"للحفاظ على النظام العام". كما أعلنت إغلاق بعض محطات المترو والطرق في وسط مدينة إسطنبول.
تقييد الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا
وبحسب منظمة مراقبة الإنترنت NetBlocks، تم تقييد الوصول إلى تطبيقات X وYouTube وInstagram وTikTok في تركيا.
وفي الوقت نفسه، أرسل اعتقال رئيس البلدية موجات صدمة عبر الأسواق المالية التركية، مما أدى إلى تعميق مخاوف المستثمرين وإحداث خسائر حادة في العملة وسوق الأسهم.
انخفاض الليرة
هبطت الليرة التركية بأكثر من 10%، لتتداول فوق 40 مقابل الدولار - وهو أضعف مستوى لها على الإطلاق - حيث أثار احتجاز إمام أوغلو قلق المستثمرين.
وبدأت تداولات الأسهم في تركيا بدايةً مضطربة، إذ أدى انخفاض حاد في مؤشر BIST 100 الرئيسي إلى توقف التداول مؤقتًا. وبحلول الساعة 6:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفض المؤشر بنسبة 6.7% خلال اليوم.
وذكرت وكالة الأناضول أن إمام أوغلو ونحو 100 آخرين مرتبطين به متهمون بالانتماء إلى منظمة إجرامية والابتزاز والرشوة والاحتيال المشدد، بحسب بيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول.
وقالت وكالة الأناضول نقلا عن مكتب المدعي العام إن إمام أوغلو يخضع للتحقيق أيضا بتهمة مساعدة حزب العمال الكردستاني واتحاد مجتمعات كردستان، اللذين تعتبرهما تركيا منظمتين إرهابيتين.
وقالت ديليك إمام أوغلو، زوجة رئيس البلدية المعتقل، تعليقا على الاتهامات الموجهة لزوجها: "لا يسع المرء إلا أن يضحك على مثل هذا الشيء".
قالت، وفقًا لرويترز: "هذا أمرٌ مستحيلٌ قطعًا. إنه افتراءٌ كبيرٌ تمامًا. سيُكشف كل شيءٍ على أي حال".
وتأتي خطوة اعتقال رئيس بلدية أكبر مدينة في تركيا وأكثرها اكتظاظا بالسكان، والتي تعد ساحة معركة سياسية رئيسية، بعد أن أعلنت جامعة إسطنبول يوم الثلاثاء أنها ألغت درجة إمام أوغلو بسبب مخالفات، مما وجه ضربة للمعارضة وأفسد طموحات رئيس البلدية الرئاسية.
وفي حالة عدم حصوله على شهادة جامعية، لن يكون إمام أوغلو مؤهلاً للترشح للرئاسة.
وقال إمام أوغلو إن قرار الجامعة غير قانوني وخارج نطاق اختصاصها، وأنه سيرفع دعوى قضائية. وأضاف: "قرار مجلس إدارة جامعة إسطنبول غير قانوني. لقد اقتربت الأيام التي سيُحاسب فيها متخذو هذا القرار أمام التاريخ والعدالة".
وانتُخب إمام أوغلو رئيسًا للبلدية عام 2019، ثم مرة أخرى عام 2024. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2028، لكن بعض المحللين يرون أن أردوغان قد يدعو إلى انتخابات مبكرة تسمح له بتجاوز حدود الولاية.