لقي ستة أشخاص حتفهم وفُقد أربعون آخرون إثر حادث غرق قارب مهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، على ما أوردت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأربعاء.
وقع الحادث بعد ظهر يوم الثلاثاء. وقد رصدت دوريات الشرطة الإيطالية زورقًا نصف غارق بالقرب من جزيرة لامبيوني الصغيرة.
أنقذ خفر السواحل الإيطالي عشرة أشخاص. واستؤنف البحث عن ناجين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء.
ووفقًا لتقارير الصحافة الإيطالية، أفاد ناجون لفرق الإنقاذ بوجود حوالي 56 شخصًا على متن القارب، الذي غادر من صفاقس في تونس وواجه صعوبات بسبب سوء الأحوال الجوية. وأضافوا أن العديد منهم سقطوا في البحر.
تم نقل جثث ستة أشخاص إلى لامبيدوزا، وكان من بين الناجين ستة رجال وأربعة نساء نُقلوا إلى مركز استقبال في الجزيرة.
قال الأب ماركو بانيلو، مدير الوحدة الإيطالية في مؤسسة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية: "إن وفيات من انطلقوا بحثًا عن مستقبل أكثر كرامة في البحر الأبيض المتوسط تُشير إلى عجزنا عن تصور مستقبل قادر على منحنا الأمل وآفاقًا جديدة للحياة".
وأضاف: "في هذه الأيام التي يتغلب فيها عنف الحروب الوحشي مجددًا على آفاق السلام، يُطلب من الجميع، وخاصةً من كُلِّفوا بالعمل من أجل الصالح العام، أن يستجيبوا أولًا وقبل كل شيء لاحتياجات من أُجبروا على ترك ديارهم. لا يُمكننا أن نعتاد على هذه الأحداث [المأساوية] وكأنها مجرد أحداث عادية"، وفقا لما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية عن الإعلام الإيطالي.
تزايد في أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا
يأتي هذا الحادث في ظل تزايد مطرد في عدد الأشخاص الذين يصلون إلى إيطاليا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا بحثًا عن ملجأ.
كان الارتفاع ملحوظًا بشكل خاص في يناير، حيث وصل 3،368 شخصًا مقارنة بـ 2،258 في الشهر نفسه من عام 2024. وكان معظم القادمين مع نهاية ذلك الشهر قد غادروا ليبيا، التي أبرمت معها إيطاليا اتفاقية إعادة توطين مثيرة للجدل.
ويُعتقد أن هذه الزيادة مرتبطة باعتقال أسامة نجم في إيطاليا، وهو أمير حرب ليبي مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية للاشتباه بارتكابه جرائم حرب، بما في ذلك إساءة معاملة المهاجرين واللاجئين المحتجزين في مراكز الاحتجاز الليبية كجزء من الاتفاقية. وقد أُطلق سراح نجم لاحقًا ورُحِّل إلى طرابلس، مما أثار ضجة في إيطاليا.
ووفقًا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، يُقدر أن 248 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط في يناير وفبراير. ويُقدر أن 2،300 شخص إما ماتوا أو فُقدوا أثناء العبور في عام 2024.