أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فجر الثلاثاء، استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما أكدت وزارة أمن الاحتلال أن العمليات العسكرية ستتصاعد تدريجيا وبقوة كبيرة خلال الساعات المقبلة.
نزار نزال: إسرائيل عادت لاستخدام تكتيكات عسكرية مختلفة
وفي هذا الإطار قال الدكتور نزار نزال المحلل السياسي الفلسطيني، إن التطورات الميدانية تشير إلى أن إسرائيل عادت لاستخدام تكتيكات عسكرية مختلفة عما شهدناه عقب السابع من أكتوبر، وهو أمر كان متوقعًا في ظل تعثر المفاوضات ورفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتطلب وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من داخل قطاع غزة.
وأضاف نزال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال متمسكًا بالمرحلة الأولى التي وصفها بأنها إنسانية، حيث يسعى لتجريد المقاومة الفلسطينية من المحتجزين الإسرائيليين دون تقديم أي تنازلات سياسية، ما يجعل استئناف العمليات العسكرية أمرًا متوقعًا.
وأوضح أن الحرب في المرحلة المقبلة ستتخذ مسارين أساسيين، الأول يتمثل في فرض حصار شامل على غزة، يؤدي إلى مجاعة ويستهدف البنية الجغرافية والسكانية للقطاع عبر القصف الجوي والمدفعي، بينما يتمثل المسار الثاني في استمرار إسرائيل في تقييم تصريحات قيادات حماس والمقاومة الفلسطينية بشأن التعاطي مع الشروط والضغوط الإسرائيلية الأمريكية المرتبطة بملف الأسرى.
وأضاف نزال أن أي تغيير في موقف حماس قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات، ولكن في حال تمسك المقاومة بموقفها، فإن إسرائيل ستستمر في عملياتها العسكرية المبنية على معلومات استخباراتية، والتي تستهدف السكان بشكل مباشر بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر داخل القطاع، مع تجنب الزج بالقوات البرية في عمق غزة خوفًا من وقوع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي أو وقوع جنود في الأسر.
وحول سيناريوهات المرحلة المقبلة، قال المحلل الفلسطيني إن المرحلة المقبلة تتسم بضبابية كبيرة، حيث من المرجح أن تستمر إسرائيل في الضغط العسكري العنيف على المقاومة داخل غزة باستخدام أساليب ثقيلة ومكثفة، مع ترقبها لأي ردود فعل من حماس، لكنه لا يتوقع أن تقدم الحركة أي تنازلات، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع أكثر فأكثر، حيث يشير إلى أن التصعيد لن يقتصر على غزة فقط، بل سيمتد إلى ساحات أخرى.
وأكد أن جماعة الحوثي في اليمن ستواصل استهداف العمق الإسرائيلي، بينما قد تتجه الأمور إلى مزيد من المواجهات مع حزب الله في لبنان، ما قد يجر المنطقة إلى تصعيد أوسع يشمل إيران والعراق، مع إمكانية استهداف الفصائل العراقية التي تشكل تهديدًا للمصالح الإسرائيلية.
واختتم: " الأجواء في المنطقة مشحونة للغاية وتنذر بموجة تصعيد كبيرة قد تمتد إلى أكثر من ساحة، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
عزيز العصا: عودة العدوان يعني دخول العالم في نفق مظلم
فيما قال الدكتور عزيز العصا الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن عودة العدوان على غزة يعني دخول العالم أجمع في نفق مظلم، يتمثل في انعدام الأخلاق والقيم الانسانية لدى الدول، وأنه لا حوار إلا حوار القوة، إذ أن أمريكا راعية الاتفاق بين المقاومة وإسرائيل، تنكرت لدورها ولمهمتها، دون أي احترام لالتزاماتها.
وأضاف العصا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك استهتارا واضحا من قبل الثنائي القاتل للأطفال والنساء "أمريكا-اسرائيل" للوسطاء، بخاصة مصر وقطر، كما أنه استهتار للأمة العربية قاطبة التي اجتمع قادتها في القاهرة مؤخرا في قمة دعوا فيها إلى السلام، وأبدا جهوزيتهم للإسهام في تحقيقه.
وأكد العصا أن الأمر الذي يتطلب من مصر وقطر، الخروج بموقف موحد في وجه أمريكا، شريكتهما في الاتفاق، التي انجرفت مع توجهات نتنياهو التصعيدية، التي تجر المنطقة لبحور من الدماء.
وتابع العصا "أما المنطقة برمتها، فإنها ستتجه الى حالة من الغليان الشعبي، في وجه الثنائي أمريكا-اسرائيل، ردا على سفك الدماء، بلا أي مبرر، بل لمجرد الرغبة في القتل وإخضاع الشعب الفلسطيني، كخطوة لإخضاع شعوب المنطقة كاملة على مدى العقود القادمة".