في لحظة فارقة من حياتها، لم تكن سحر حسني منصور السيد، تعلم أن الحياة تستعد لإختبار قاس سيضعها أمام أصعب القرارات، ولكنها اختارت ألا تنهار، وبدلا من ذلك قررت أن تنحت في الصخر- على حد وصفها، لتكون "أم وأب" في آن واحد.
واليوم، وبعد 27 عامًا من الكفاح، يتم تتويجها بلقب الأم المثالية لمحافظة كفر الشيخ لعام 2025، وكأن القدر أراد أن يُعطيها وسام الشرف عن سنوات من العناء.
قصة الأم المثالية بكفر الشيخ
سحر، البالغة من العمر 57 عام، والتي تعمل مديرة بمدرسة علي عبد الشكور، التابعة لإدارة كفر الشيخ التعليمية، تروي لـ"الدستور"، تفاصيل اللحظة التي غيرت مسار حياتها بالكامل، قائلة: "منذ 27 سنة، زوجي توفي بين إيديا، كان معلم تاريخ، ولفظ أنفاسه الأخيرة وأنا بحاول أساعده وقتها كنت صغيرة، ووقفت أمام الحياة وجها لوجه، من غير سند، لكني قررت أكون قوية، عشان أولادي".
وتتابع الأم المثالية حديثها بحزم، يخبئ وراءه سنوات من الصبر: "وقتها كانت بنتي دينا عندها 6 سنين ونص، وكنت ببص لها وأقول لازم أكمّل عشانها، ودلوقتي حاصلة على بكالوريوس تجارة، واتجوزت وسافرت مع جوزها للسعودية، وأما ابني أحمد فكان عنده 3 سنين ونص، ودلوقتي بقى مهندس، وبيشتغل في واحدة من أكبر شركات المقاولات، والحقيقة ده عوض ربنا، اللي مبيضيعش تعب حد".
وعن طريقتها في تربية أبنائها، تقول سحر: أنا كنت قدوة ليهم، قبل ما أطلب منهم حاجة كنت بعملها الأول، ربيتهم على القيم اللي أنا اتربيت عليها، كنا بنقعد على الطبلية كل يوم، مفيش حد ياكل لوحده أو يقفل على نفسه باب الأوضة، كنت بشاركهم كل لحظة، حتى في استخدامهم للسوشيال ميديا، كنت حريصة جدًا، ومش بسيبهم يضيعوا وقتهم، كنت حاطة توقيت زمني لاستخدامهم لها".
وتضحك الأم المثالية، وتقول: حضرتك أنا مش أم لأحمد ودينا فقط، أنا مديرة مدرسة، وده يعني أن الـ3000 طالب الموجودين عندي هم أولادي برضه، أغمرهم دايما بحناني ونصائحي طوال الوقت وأشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
وأضافت: أكثر شيئ يسعدني، هو أنني سوف أقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي لكي يكرمني، وهذه أمنية كنت أود دوما تحقيقها أن أقابل الرئيس السيسي.