الثلاثاء 18/مارس/2025 - 01:28 م
نعلم جميعًا أن أفضل دعاء العشر الأواخر من رمضان اللّهُم إنك عفو تحب العفو، وهو الدعاء الذي ألهمه الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لاغتنام ليلة القدر، ويستحب كثرة الدعاء به في الليالي الوترية من العشر الأواخر، ولكن، لماذا العفو وماذا سيحدث للإنسان الذي يستجيب الله له ويعفو عنه؟. عبر القاهرة 24 نعرض معنى دعاء العشر الأواخر من رمضان اللّهُم إنك عفو، وأفضل الذكر المستحب وفضل هذا الدعاء خاصة إن تقبله الله تعالى واستجاب لمن دعا به.
دعاء العشر الأواخر من رمضان اللّهُم إنك عفو
يتصدر دعاء العشر الأواخر من رمضان اللّهُم إنك عفو، لما جاء في حديث السيدة عائشة الواضح الصريح، حينما سألت النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
وحول قيمة وفضل دعاء ليلة القدر، قال الشيخ أحمد علوان أحد علماء الأزهر الشريف، أن حديث السيدة عائشة تضمن تخصيص لطلب العفو في دعاء من 7 كلمات تكررت خلاله كلمة العفو 3 مرات كنوع من التذلل لله تعالى، وقد يتساءل البعض لماذا أطلب العفو ليلة القدر وقد اجتهدت في العبادات طوال شهر رمضان وفي نفسي أمنيات أخرى؟.
وللإجابة على هذا التساؤل، استعان علوان بقول الامام ابن رجب الحنبلي بأن العارفين والمجتهدين في العبادات كلما اجتهدوا لا يرون لأنفسهم حالا ولا مقامًا ويتهمون أنفسهم بالتقصير فيلجأون إلى الله بطلب العفو، فمهما يفعل الإنسان من عبادات لا يملك ضمانة قبولها، حتى أن سيدنا عبد الله بن مسعود قال "لو ضمنت أن الله قبل مني صلاة واحدة أحب إلى من الدنيا وما فيها "
واستدل على ضرورة طلب العفو من الله تعالى، بما قاله المولى "والذين يؤتون ما آتو وقلوبهم وجلة" فهم يصلون دون ضمان القبول فيأتي طلب العفو كوسيلة لمحو الذنوب وآثارها، ويكون الدعاء باللسان والقلب الصادق، ومن يستجاب له العفو يمحو عنه كل ما فعله من ذنب ولا يبقى له أثر.
وفي الحديث الشريف، قالت السيدة عائشة رضيى الله عنها: سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن هذه الآيةِ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}. قالت عائِشةُ: أهم الذين يَشرَبونَ الخَمرَ ويَسرِقونَ؟ قال: لا يا بِنتَ الصِّديقِ، ولكِنَّهم الذين يصومون ويُصَلُّونَ ويتصَدَّقون وهم يخافون ألَّا تُقبَلَ منهم، أولئك الذين يسارِعونَ في الخيراتِ وهم لها سابِقونَ.
أفضل الذكر في العشر الأواخر
وفي رأي جمهور العلماء، أن أفضل الذكر في العشر الأواخر من رمضان كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو دعاء العشر الأواخر من رمضان اللّهُم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، وكثرة التسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن، وعندهم فإن ليلة القدر من النفحات الجليلة التي من الله تعالى بها على عباده، ليفوزوا بعطاء الله.
وقال تعالى “ليلةُ القدْرِ خيرٌ مِن ألْفِ شَهرٍ”، وأعمار العباد قصيرة وآجالهم محدودة، مما يجعل اغتنام ليلة القدر فرصة للتجهز للقاء الله تعالى، وتكون من علاماتها أنها “ليلةٌ صافيةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، وتَطلُعُ الشَّمسُ عقِبَها لا شُعاعَ لها مُنتشرَ في الآفاقِ”، وقيل في سبب تسميتها أنها سميت كذلك لعظم قدرها ونزول القرآن فيها، أو أن القدر مأخوذ من التضييق، بإخفاء موعدها عن الناس، وقيل لتَقديرِ أفعالِ السَّنةِ بها؛ فتُكتَبُ فيها أقدارُ تلك السَّنةِ.
ويعد الدعاء بطلب العفو أفضل الذكر في العشر الأواخر، لأن العفو هو التجاوز عن السيئات، والتجاوز عن التقصير والذلل، والدعاء يثبت صفة العو والمحبة لله كما يليق بجلاله، كما يفتح على العبد أبواب الخيرِ في الدنيا والآخرة.
وإلى جانب التسبيح والتهليل والقرآن، يستحب الإكثار من دعاء العشر الأواخر من رمضان اللّهُم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا بالصيغة النبوية إلى جانب الصيغ الأخرى والإلحاح في الدعاء، ومن ذلك:
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني
- اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا واكتبنا من عتقائك من النار
- يا رب أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة
- اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار، وأسألك عفوك ومغفرتك
- ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
- اللهم عفوك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
- اللهم اجعلنا من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا، واكتبنا من عتقائك من النار
- اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، واعف عني واغفر لي
- اللهم بلغنا ليلة القدر، وارزقنا قيامها إيمانًا واحتسابًا، واكتبنا من عتقائك من النار، واعف عنا يا كريم
