
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن المرحلة القادمة تزداد تعقيدًا بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، خاصة في ظل حصول الاحتلال على دعم أمريكي واضح لتنفيذ هذه العمليات.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية لاكسترا نيوز، أن البيت الأبيض أكد أن التصعيد جاء بعد تنسيق مع واشنطن، ما يشير إلى أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل الضوء الأخضر لإعادة العمليات العسكرية، وإفشال أي محاولات للتهدئة.
وأشار إلى أن هذه التطورات تعكس عدم جدية إسرائيل في إتمام أي صفقة تبادل للأسرى، حيث اختارت التصعيد العسكري بدلًا من التفاوض، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والمصابين، لافتًا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تستغل الوضع لتحقيق أهداف سياسية، منها مواجهة الضغوط الداخلية من اليمين المتطرف الذي يهدد بسحب دعمه للحكومة في حال توقف العمليات العسكرية، إضافة إلى سعي نتنياهو لتجنب محاكمات الفساد التي تلاحقه.
وأكد “فارس” أن الإدارة الأمريكية تدعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، حيث وافقت على تزويدها بصفقات سلاح بمليارات الدولارات، ما يثبت أن التصعيد يخدم مصالح مشتركة بين الطرفين، مضيفًا أن الولايات المتحدة كانت قد فتحت قناة تفاوض مباشرة مع حركة حماس، إلا أن هذا المسار تغير بعد الضغوط الإسرائيلية، لتعود واشنطن إلى دعم تل أبيب عسكريًا.
وختم أستاذ العلاقات الدولية قائلا: إسرائيل تسعى لاستغلال حالة عدم الاستقرار في المنطقة لتنفيذ مخططاتها، بما في ذلك تهجير الفلسطينيين، وفرض وقائع جديدة على الأرض، في ظل دعم أمريكي غير مسبوق، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويبعد أي فرصة لتحقيق تسوية سياسية.