كشفت مصادر إسرائيلية أن الاستعدادات للهجوم المفاجئ الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم كانت تحت تصنيف "سري للغاية"، إلى درجة أن قادة بارزين في فرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي فوجئوا بها.
وأكد موقع "واللا" الإسرائيلي، أن هذه السرية المطلقة ساهمت بشكل كبير في عنصر المفاجأة الذي كان له تأثير مدوٍ على غزة.
وتابع أن الهجوم جاء في وقت كانت فيه وسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل تعجّ بتوقعات حول احتمالية شن ضربات إسرائيلية على إيران، بينما في الواقع كان طيارو سلاح الجو الإسرائيلي يستعدون لتنفيذ غارات جوية وحشية على قطاع غزة.
تحضيرات استخباراتية دقيقة وتنسيق عسكري واسع
وأوضح الموقع أن قبل القصف، كثفت إسرائيل من عملياتها الاستخباراتية داخل قطاع غزة، وعقب هذه المرحلة الاستخباراتية، جرى تنسيق على مستوى رفيع بين شعبة العمليات، وسلاح الجو الإسرائيلي، ومركز النيران التابع لقيادة المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي، لضمان تنفيذ الضربات.
وأشار الموقع العبري إلى أنه بالتزامن مع القصف الوحشي، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الإجراءات الأمنية المكثفة، شملت تعزيز قواته المنتشرة على الحدود مع قطاع غزة، ورفع مستوى التأهب الأمني، وتحديث التعليمات الخاصة بالجنود، بالإضافة إلى تكثيف المراقبة الجوية والاستخباراتية تحسبًا لأي رد فعل محتمل من جانب حماس.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على سلسلة من الخطوات التصعيدية في قطاع غزة، ووفقًا للتقييمات الأمنية المستمرة خلال الساعات المقبلة، سيتم اتخاذ قرارات نهائية بشأن كيفية تنفيذ هذه الخطوات.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن تل أبيب نقلت رسائل، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، تفيد بأنها على استعداد لاستئناف المفاوضات حول ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وأوضحت المصادر أن إسرائيل لن تعود إلى الوضع الطبيعي قبل أن تتضح الصورة بشكل كامل حول ما يجري في قطاع غزة، إلى جانب الوقوف على مواقف قيادتي حماس الداخلية والخارجية من الهدنة المؤقتة التي اقترحها الوسطاء.
وأشار الموقع العبري إلى أنه في موازاة ذلك، يستعد الجيش الإسرائيلي أيضًا لاحتمالية أن تقرر حركة حماس تصعيد الأوضاع إلى مستوى حرب واسعة.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: "الحرب القادمة ضد حماس ستكون مختلفة تمامًا من حيث التكتيكات، حجم القوة المستخدمة، ومستوى الغطاء السياسي"، مشيرة إلى أن هذه المواجهة ستحظى بدعم أمريكي واضح ومباشر.
