قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز إن خطة إعادة إعمار غزة التي أعلنتها مصر وتبنتها الدول العربية تُشكل مفصلًا نوعيًا في التاريخ العربي الحديث، خاصة في إطار مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ومشاريعها التوسعية، والتصدي لمحاولات إعادة صياغة المنطقة ديموغرافيًا بما يخدم المطامع الغربية الاستعمارية.
وأضاف الرز في تصريحات لـ الدستور، أن الخطة المصرية تُعد مفصلًا حاسمًا لعدة أسباب، أولها أنها اهتمت بإعادة إعمار غزة بأكملها بعدما حولها العدوان الإسرائيلي إلى أرض محروقة، مع الاعتماد على قواعد تقنية حديثة تجسد عبقرية الهندسة المصرية المتقدمة.
وتابع: "ثانيًا، ما يجعل هذه الخطة فريدة هو أنها صممت لإعادة إعمار القطاع مع بقاء أبناء غزة على أرضهم، ومشاركتهم في تنفيذها، لتُعيد صياغة قطاع غزة بشكل يعكس تاريخه وصموده، وفي الوقت ذاته يُدخله إلى عصر الحداثة بروح العصر الجديد".
البعد السياسي لخطة الإعمار لا يقل عن أهمية بعدها التنموي
وأشار الرز إلى أن البعد السياسي للخطة لا يقل أهمية عن بعدها التنموي، إذ أن إعادة الإعمار ارتبطت بتجديد مفهوم السيادة والقرار الوطني الفلسطيني، وهو ما جسد روح التضامن العربي في أبهى صورها، في مواجهة مخطط تهجير سكان غزة بشكل نهائي لصالح مشاريع استعمارية، من بينها إقامة ما وصفه بـ"ريفييرا شرق أوسطية" تخدم مصالح الاحتلال.
وأوضح أن هذه الخطة واجهت مشروع التهجير الذي أعلنه رئيس أكبر دولة في العالم، لكنها أُفشلت بفضل الدبلوماسية المصرية العريقة، وبدعم من الموقف العربي الموحد الذي عبرت عنه جامعة الدول العربية بتبنيها الرسمي للخطة المصرية.
وختم محمد الرز تصريحه قائلًا: "إن الإنجاز المصري والعربي في مسألة إعادة إعمار غزة يُمثل قاعدة صلبة يُمكن البناء عليها لمواجهة الاستحقاقات المقبلة في المنطقة، وعلى رأسها قضية الدولة الفلسطينية، والأمن المائي العربي، والأمن القومي والاقتصادي، ومواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد".
