قبل أحد عشر عامًا، بدأت فكرة بسيطة هدفها نشر التكافل بين الجيران في منطقة المطرية، حيث اجتمع الأهالي لأول مرة لتناول الإفطار معًا في الشوارع والأزقة.
ومع مرور السنوات، تحولت هذه الفكرة الصغيرة إلى واحدة من أكبر الفعاليات الرمضانية التي تجمع آلاف المشاركين، وتحظى بزيارة كبار المسؤولين والمؤثرين في مصر والعالم.
حفل الإفطار هذا العام شعار "مصر بخير والسنة الـ11 غير"، وجاءت أجواؤه حافلة بالمشاهد الرائعة التي تعكس روح التآخي والترابط بين أبناء المطرية. وسنسرد لكم أبرز تلك المشاهد في هذا التقرير.
مشاركة الوزراء والمسؤولين والمؤثرين
شهد حفل إفطار المطرية هذا العام حضورًا لافتًا لعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور إبراهيم صابر نائب محافظ القاهرة، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
كما شارك عدد من القيادات التنفيذية، من بينهم المهندسة منى البطراوي نائب المحافظ للمنطقة الشرقية، واللواء يحيى الأدغم السكرتير العام لمحافظة القاهرة، إلى جانب عدد من المسؤولين ورجال الدولة.
ولم يقتصر الحضور على المسؤولين فحسب، بل شهد الحدث مشاركة عدد من الشخصيات العامة، مثل وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم، والمطرب الشعبي شحتة كاريكا، و"عم حارث" أقدم عامل غرف ملابس في النادي الأهلي، الذي يتمتع بشهرة واسعة، بالإضافة إلى عدد من المدونين و"اليوتيوبرز" و"التيك توكرز"، الذين حرصوا على توثيق اللحظات الاستثنائية التي شهدها الإفطار.
تخليد ذكرى الراحلين من أبناء المطرية
من المشاهد المؤثرة في الإفطار، حرص أبناء المطرية على تعليق صور الراحلين الذين شاركوا في تنظيم الحدث في السنوات الماضية على واجهات المباني، كتعبير عن وفائهم وتقديرهم لمن كانوا جزءًا من هذه الفعالية.
وأكد ياسر محمد، أحد أبناء المنطقة، أن هذه الخطوة جاءت تكريمًا لمن جمعوا الأهالي وزرعوا بينهم المحبة، لتستمر هذه العادة جيلًا بعد جيل.
عبارات ورسومات رمضانية تزين المطرية
كعادتها كل عام، تزينت جدران المطرية برسومات رمضانية مستوحاة من الشخصيات التي ارتبطت بذاكرة المصريين، مثل "بوجي وطمطم" و"بكار" و"عمو فؤاد"، بالإضافة إلى لوحات فنية لمشاهد من المسلسلات الرمضانية الشهيرة.
كما لم تغب صور أعلام التلاوة المصرية، مثل "الشيخ النقشبندي" و"عبدالباسط عبدالصمد" و"محمد رفعت" عن المشهد.
وتنوعت العبارات المرسومة على الجدران بين "رمضان جانا"، و"رمضان كريم"، و"رمضان في مصر حاجة تانية"، إضافة إلى العبارات الخاصة بالفعالية، مثل "رمضان في المطرية" و"المطرية السنة الـ11 غير".
أكبر مطبخ لإعداد 50 ألف وجبة في يوم واحد
كان أحد أبرز المشاهد هو المطبخ الجماعي الذي خصصه أبناء المطرية لإعداد وجبات الإفطار للصائمين، حيث عمل العشرات من أبناء المنطقة كخلية نحل في تجهيز الطعام وفق معايير النظافة والسلامة، مرتدين أغطية الرأس والقفازات للحفاظ على جودة الوجبات المقدمة.
عرض أزياء في قلب إفطار المطرية
في مفاجأة غير متوقعة، شهد الإفطار عرض أزياء قدمه فريق "ريِسكي بويز"، المعروف بأسلوبه الفريد في تقديم عروض الـ"كات ووك"، حيث سار العارضون بين موائد الإفطار مرتدين ملابس مستوحاة من التراث المصري، ما أثار دهشة الحاضرين وأدى إلى تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تعليقها على الحدث، أوضحت نورجين الشاذلي، المديرة الإبداعية لشركة Born in Cairo، أن الهدف من العرض هو تقديم رسالة بأن الموضة ليست حكرًا على طبقة معينة، بل هي للجميع، وأن مصر تمتلك صناعة أزياء قادرة على المنافسة عالميًا. وأشارت إلى أن التحدي الأكبر كان تنظيم العرض في مكان غير تقليدي وسط آلاف المشاركين، إلا أن التعاون الكبير من أهالي المطرية سهل تنفيذ الفكرة بشكل مميز.
علم فلسطين حاضر بقوة في إفطار المطرية
في مشهد مميز، خرج عدد من شباب المطرية من منازلهم، يحمل كل منهم قطعة قماش بلون من ألوان العلم الفلسطيني، ثم تجمعوا في إحدى الحارات ليأتي أحدهم بالمثلث الأحمر، ويكتمل شكل العلم في مشهد لاقى استحسانًا واسعًا وحصد إشادات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما انتشرت على الجدران رسومات وعبارات دعم لأهل غزة، تعكس تضامن المصريين الدائم مع أشقائهم الفلسطينيين.
تنظيم دقيق ولجان مخصصة لإنجاح الحدث
حرص أبناء المطرية على تنظيم الحدث بكفاءة عالية، من خلال تقسيم أنفسهم إلى لجان، كل مجموعة ترتدي "تي شيرت" يحمل شعار العام بلون يميز مهامها بين لجان تنظيمية، ولجان إعداد الطعام، ولجان إعلامية خاصة بالتغطية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولجان إرشاد الزوار.
حيث عمل الجميع بتناغم منذ بداية الحدث وحتى نهايته، ليحتفلوا في الختام بنجاح السنة الحادية عشرة، مرددين هتافات "مطرية المطرية"، والتقاط الصور التذكارية تخليدًا لهذه اللحظة التي أصبحت واحدة من أهم الفعاليات الرمضانية في مصر.
أشهر قطة في المطرية.. تجذب أنظار الزوار وتتفاعل معهم بمرح
من بين المشاهد التي أضفت لمسة من البهجة والمرح على أجواء إفطار المطرية، لفتت فتاة صغيرة الأنظار وهي تتابع الحدث من شرفة منزلها، مصطحبة معها قطتها وصديقتها المقربة التي تشاركها دائمًا أجمل اللحظات.
لم يكن الأمر عاديًا، بل أدهشت القطة الجميع بتفاعلها المذهل، حيث كانت تتابع المشهد بعينيها الواسعتين، تندهش مما تراه من أضواء وزحام وفرحة في الشوارع.
أما الفتاة، فلم تتوقف عن التلويح للزائرين والابتسام لهم، وحين يردون التحية، كانت تهمس في أذن قطتها فتلتفت القطة نحوها بفضول، وكأنها تحاول فهم ما تقوله صديقتها.
مشهد عفوي بسيط، لكنه عكس روح المطرية في رمضان، حيث تتجلى المودة والفرحة في أدق التفاصيل، حتى في نظرات قطة صغيرة تتفاعل مع الحدث وكأنها فرد من العائلة.










