قال المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم، إنه من الصعب جدًا أن يشهد لبنان حربًا جديدة أو تكرارًا للأحداث التي وقعت خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن هناك اعتبارات عديدة تجعل من احتمال اندلاع حرب أمرًا مستبعدًا.
انتهاء عصر النفوذ الإيراني في المنطقة
وأوضح عاكوم في تصريحات "للدستور"، أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة، يمكن وصفها بـ "عصر ما بعد إيران"، إذ تقلص النفوذ الإيراني بشكل كبير، بعدما كان يشكل الرافعة الأساسية لحزب الله عبر الدعم المباشر برًا وبحرًا وجوًا، خاصة عبر الحدود السورية التي كانت بمثابة الممر الرئيسي.
إغلاق المنافذ وتدمير المخازن
وأضاف أن المنافذ البرية نحو لبنان أُقفلت بالكامل، وأصبح من المستحيل تهريب الأسلحة إلى الداخل. كما تم تدمير 70% من مخازن حزب الله، وما تبقى منها لن يغامر الحزب بكشفه أو استخدامه.
ضرب البنية القيادية لحزب الله
وأشار عاكوم إلى أن الصفوف القيادية الأولى والثانية في حزب الله تمت تصفيتها، ووفق آخر الإحصائيات بعد وقف إطلاق النار، جرى اغتيال 120 قياديًا من الصف الثالث، وهم الذين كانوا يقودون المرحلة الأخيرة من المواجهة.
أزمة سياسية خانقة داخل لبنان
وعن المشهد السياسي، لفت عاكوم إلى أن حزب الله يدرك جيدًا أن أي مغامرة جديدة قد تؤدي إلى إقصائه بالكامل، ليس فقط عسكريًا، وإنما سياسيًا، خاصة في ظل المطالب العربية والغربية والأمريكية بإبعاده عن الساحة السياسية والعسكرية.
تسوية سياسية بشروط جديدة
وأكد أن هناك نوعًا من التسوية السياسية تم التوصل إليها بوساطة الثنائي المعتدل (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة)، تقضي بـ إشراك حزب الله في الحكومة ولكن دون منحه القدرة على التعطيل، ما يعني أن الحزب بات في وضع حرج ودقيق للغاية.
تهدئة إعلامية وانتخابات مقبلة
وفي ختام تصريحه، شدد عاكوم على أن حزب الله لن يغامر بالدخول في أي مواجهة جديدة، وسيكتفي بـ التصريحات النارية والمواقف الإعلامية لحفظ ماء الوجه أمام جمهوره، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات البلدية خلال الأشهر المقبلة، والانتخابات النيابية خلال عام. وأكد أن الحزب يسعى إلى إعادة تثبيت وجوده السياسي في لبنان، ولن يجر نفسه إلى معركة خاسرة مهما كانت الاستفزازات الإسرائيلية.
