تعُرف القصة القصيرة كنوع أدبي مكثف؛ بخلاف الرواية التي تتميز عن غيرها من الأشكال الأدبية الأخرى من حيث الطول وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وتعقيدها؛ وما بين كتابة القصة القصيرة والانتقال لفن كتابة الرواية تجارب خاضها كُتاب الأدب؛ فبعضهم كانت بداياتهم الأدبية انطلاقًا من كتابة فن القصة ومنها عرجوا لفن الرواية، والعكس، ومنهم من تحولت قصصهم لأعمال روائية؛ نستعرضها في السطور التالية:

قصص قصيرة تحول لأعمال روائية: من "السيدة دالواي" لفرجينيا وولف لـ "ترويكا" لـضحى عاصى
من أبرز القصص القصيرة التي تحولت لرواية أدبية "السيدة دالواي في شارع بوند" لفيرجينيا وولف والتي تحولت لرواية في عام 1923 تحمل نفس الأسم "السيدة دالواي".

ورواية "المنطقة الميّتة" لستيفن كينج المُطابقة لقصة قصيرة له بالعنوان ذاته 1979، وقصة "ترويكا" للكاتبة والبرلمانية ضحى عاصى التي تحوّلت إلى رواية باسم "صباح 19 أغسطس"، نشرتها للمرّة الأولى في جريدة "أخبار الأدب" المصرية.
قصص قصيرة أصبحت روايات: مزرعة حيوانات جورج أورويل وحقل الشوفان لسالينجر
من أبرز القصص التي تحولت لرواية "مزرعة الحيوانات: قصة خرافيّة" لجورج أورويل التي أصبحت رواية بإسم"مزرعة الحيوانات" صدرت عام 1945، ورواية"الحارس في حقل الشوفان" لسالينجر والتي قامت على قصته القصيرة "تمرد طفيف خارج ماديسون" 1946، وغيرها من الأعمال.

القصص القصيرة: سرد مكتوب أو شفوي مكثف
القصة القصيرة "سرد مكتوب أو شفوي، يدور حول أحداث محدودة [وهي] ممارسة فنية محدودة في الزمان والفضاء والكتابة "، وهي أيضا "فن قولي أو كتابي يقوم على الحدث، ويتخلله وصف يطول أو يقصر، وقد يشوبه حوار أو لا يشوبه، ويبرز فيه شخصية أو أكثر، محورية أو ثانوية، تنهض بالحدث أو ينهض بها الحدث ".
ويرتبط ميلاد القصة القصيرة بميلاد الصحافة، فهذه الأخيرة هي التي حولت الحكاية من طابعها الشفهي إلى تحققها عن طريق الكتابة بمنحها حيزا صغيرا على صفحاتها. وقد ساعدت الطبقة الوسطى على انتشار القصة القصيرة بين عموم القراء، باعتبارها الطبقة المهتمة أكثر بقراءة الصحف.