بلافتة تحمل أعلام مصر ومدوّن عليها اسم الله الأعظم ويليها مباركات بمناسبة الشهر الكريم، يقف أحد المواطنين وسط حيّ المطرية، حيثُ مكان الإفطار الجماعي الذي يستعد الأهالي لإعداده اليوم السبت 15 مارس، وهو نفس اليوم السنوي الذي تشهده منطقة المطرية بتجهيز أكبر مائدة رمضانية في قلب شوارعها.
وفي بثّ مباشر لـ"الدستور"، تحدث العجوز "حنفي" المقيم في بولاق الدكرور، والذي جاء خصيصًا للمشاركة في هذا الحدث، قائلًا: "هذه هي المرة الأولى التي أقرر فيها الإفطار هنا في المطرية وسط هذه الأجواء الرمضانية الجميلة.. أتيت لأكون جزءًا من هذه المناسبة الفريدة التي تُظهر روح المحبة والتعاون بين الناس".
وأشاد "حنفي" بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها أهالي المطرية في تحضير المائدة الرمضانية التي تمتد عبر الشوارع، مشيرًا إلى الأجواء الاحتفالية التي تملأ المكان، مؤكدًا أن المصريين يبدعون في تنظيم هذا الإفطار الكبير الذي يعكس الفرح والتآلف بين أفراد المجتمع.
وظهر في المشهد الذي وثقته "الدستور" في بثّها المباشر عبر منصاتها الاجتماعية حافلًا بالأنشطة والتجهيزات التي بدأت منذُ فجر اليوم، حيث انتشرت فرق من الأهالي يتعاونون معًا لتحضير الطعام.
مائدة رمضانية تمتد لمسافات طويلة
وتضم المائدة الرمضانية التي تمتد لمسافات طويلة مجموعة من الأطعمة المصرية الأصيلة، إذ يوافد عليها الأهالي من مختلف أنحاء القاهرة للمشاركة في هذا الحدث السنوي الذي يُعتبر أحد أبرز مظاهر رمضان في المطرية، ويجسد روح التكافل الاجتماعي والاحتفال بالشهر الكريم.
إلى جانب الطعام، تُضفي الزينة الرمضانية والأضواء البهية التي تزين الشوارع سحرًا خاصًا على هذه الفعالية، حيث يظهر الجميع في ملابسهم التقليدية، مما يعكس شعورًا عميقًا بالانتماء لهذه اللحظات المميزة.
الإفطار الجماعي في المطرية
ويُعتبر الإفطار الجماعي في المطرية حدثًا ثقافيًا واجتماعيًا مميزًا، يتيح لجميع المشاركين فرصة للالتقاء، وتبادل الأوقات الطيبة، وتجديد الروابط الاجتماعية بين الجيران وأفراد المجتمع.
كما يمثل هذا الحدث تجسيدًا حيًا للتقاليد الرمضانية التي تظل راسخة في قلب أهل المطرية عبر الأجيال.