أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن فوضى الفتاوى تعد من أبرز الأسباب المؤدية إلى التفرق والتمزق بين عموم المسلمين، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو جهل من يتصدر للإفتاء دون تأهيل علمي كافٍ، إما بدافع حب الظهور والشهرة، أو كرد فعل على المجتمع الذي يعيش فيه.
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، خلال حلقة اليوم من برنامج "الفتوى والحياة"، المُذاع عبر فضائية "الناس"، أن علماء الأمة عبر التاريخ أكدوا ضرورة أن يكون المفتي عالمًا متجردًا، يتحلى بالورع، ويخاف الله في أقواله وأحكامه، موضحًا أن الفتوى مسؤولية عظيمة لا ينبغي أن يتولاها إلا من يمتلك أدواتها العلمية والشرعية.
وأشار إلى أن هناك عدة أسباب رئيسية وراء فوضى الفتاوى، من أبرزها عدم مراعاة مقاصد الشريعة، حيث يجب أن تصدر الفتوى عن عالم ملتزم بمراعاة المقاصد الشرعية، وأن يكون واعيًا ومدركًا لما يحفظ هذه المقاصد.
وتابع: "الجهل بمواضع الاختلاف بين العلماء، فالمفتي المؤهل يجب أن يكون على دراية واسعة بالخلافات الفقهية وأدلتها، ليتمكن من اختيار الفتوى الأقرب للصواب وفقًا لأحوال الناس وظروفهم".
وأضاف، أن عدم فهم الواقع، من الأسباب وراء فوضى الفتاوي، حيث يجب أن يكون المفتي مدركًا لطبيعة القضايا التي يُسأل عنها، فالعلماء شددوا على أن فهم الواقع جزء أساسي من إصدار الفتوى الصحيحة.
واختتم حديثه بالتأكيد أن التصدي للفتوى مسؤولية عظيمة، لا ينبغي أن يتولاها إلا من تتوفر فيه شروط العلم والفهم والتجرد، حفاظًا على وحدة المسلمين ومنعًا للفتنة والتفرق.