المفتى: مرحلة التدوين والكتابة بدأت منذ اللحظة الأولى فى عهد النبى - نجوم مصر

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن ما يتعلق بمرحلة التدوين والكتابة بدأت منذ اللحظة الأولى، وعُرف أن للنبي، صلى الله عليه وسلم، كتبه قاموا بكتابة السنة النبوية الشريفة، حتى إن أحدهم ذهب إليه يخبره بأمر دار بينه وبين قريش يقولون له إن محمد بشر يكتب في الغضب أو يقول في الغضب ويقول في غير الغضب، فيذهب هذا الصحابي إلى النبي ويخبره بما دار، فيقول له النبي: اكتب فوالذي نفس محمد بيده لا يخرج مني إلا حقًا، وهذا مرده إلى أنه وحي، والوحي كفل الله تعالى العِصمة فيه للأنبياء.

وأضاف عيّاد، خلال تقديمه برنامج "حديث المفتي" المذاع عبر "قناة الناس"، أن مرحلة الجمع والتأليف وهي وإن بدأت متأخرة قليلًا عن قضية التدوين والجمع إلا أنها خضعت لمجموعة من الضوابط العلمية والقواعد الأصولية، فضلًا عن أساليب منهجية بلغتها هذه الأمة وجعلتها تتميز عن غيرها بعلمين من أهم العلوم، ما يعرف بعلوم الجرح وما يعرف بعلوم التعديل، التي أطلق عليها العلماء علم الجرح والتعديل، ثم علم أصول الفقه، وكلا العلمين له من الأدوار المهمة التي ميَّز بها العلماء بين الطيب والخبيث بين الحسن والقبيح، مشيرًا إلى أنها أمور تجعلنا نأخذ هذا الوحي بمزيد اطمئنان ويقين.

وأكد أن عملية النقد أو الغربلة لهذه النصوص النبوية، والتي أوجدت نوعا من الطعن في السنة، بدأت مبكرًا جدًا من نشأة الدولة الإسلامية، ما يعني أن هؤلاء العلماء تنبهوا إلى عظم المسئولية التي أسندت إليهم، خصوصًا أنهم استحضروا قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله معه)، إلا أنه عبر أنه سيظهر من يطعن في هذه السنة، قائلا: عليكم بكتاب الله فقط فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه.

وأشار إلى أن من بين الأبواب التي أدت إلى الطعن فيها هذه الإشكالات التي قد ترد في بعض النصوص، والتي مردها إلى سوء النظر وقلة الفهم وقلة البضاعة في العلم، وهو ما يدفع بالإنسان إلى المراجعة لنفسه نظرًا لتعدد الدلالات واختلاف السياقات، وهذه مسائل يستقل بها العلماء.