أكد الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، أن تحقيق تنمية سياحية حقيقية في مصر لا يمكن أن يتم بمعزل عن مبادئ الاستدامة، التي تقوم على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بحق الأجيال القادمة في التمتع بذات الموارد.
وشدد أن مفهوم التنمية السياحية يتجاوز مجرد بناء الفنادق أو زيادة عدد الغرف، بل يتطلب نهجًا علميًا وتخطيطًا دقيقًا يشمل كافة عناصر القطاع.
وأوضح “البطوطي” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن التنمية السياحية هي عملية متكاملة تهدف إلى تحقيق نمو متوازن في الموارد السياحية، من خلال الاستخدام الأمثل للمقومات الطبيعية والحضارية، إلى جانب تطوير البنية التحتية، وتوظيف العلم والتكنولوجيا، وتبني الطاقة النظيفة، وتدريب الكوادر البشرية لتكون قادرة على مواكبة احتياجات السوق السياحي العالمي.
الاستدامة هي مفتاح نجاح السياحة المصرية على المدى الطويل
وأضاف أن تطوير العرض السياحي وحده لا يكفي، بل لا بد من تنمية متزامنة للطلب السياحي، من خلال تحسين جودة الخدمات، وتلبية توقعات السائحين، بما يسهم في تحقيق التوازن المطلوب بين ما يُقدَّم من منتجات وخدمات، وما يبحث عنه الزائرون من تجارب متنوعة. وتابع: “هذا التوازن هو ما يصنع الفارق في التنافسية السياحية بين الدول”.
ودعا “البطوطي” إلى ضرورة إعداد خطط تنمية سياحية جادة في مصر، تقوم على جرد وتقييم شامل للموارد السياحية، مدعومة ببحوث اقتصادية واجتماعية وبيئية، ومراعاة للمتغيرات الإدارية والتنظيمية والتسويقية، إلى جانب استيفاء متطلبات البنية الأساسية والخدمات العامة التي تُعد العمود الفقري لأي نشاط سياحي مستدام.
واختتم البطوطي تصريحه بالتأكيد أن مصر تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لتكون في صدارة الوجهات السياحية العالمية، لكن تحقيق ذلك مرهون بمدى التزامها بخطط تنموية متكاملة تقوم على الاستدامة، وتوازن العرض والطلب، والارتقاء بجودة التجربة السياحية الشاملة.
