في أحد أركان حي الدقي، يقف عم أبو العلا، الذي تجاوز السبعين من عمره، تحمل ملامح وجهه تاريخًا طويلًا من الكفاح في محله الصغير، يعد السندوتشات التي تحتفظ بنكهة خمسين عامًا من العمل الجاد والمذاق الشعبي الأصيل.
من العصائر إلى عالم السندوتشات
يقول عم أبو العلا إنه بدأ في هذه المهنة منذ خمسين عامًا، لكن بدايته لم تكن في إعداد السندوتشات، بل كان يتخصص في صناعة العصائر مثل عصير القصب، والمانجا، والفراولة، وبعد سنوات من العمل، قام بتطوير محله ليشمل أيضا إعداد السندوتشات، ليبدأ فصلا جديدا من نجاحه قبل ثلاثين عاما.
ويستعيد أبو العلا ذكرياته قائلًا: "بدأت في المحل وأنا في سن 18 وكان المحل ملكًا لوالدي، كنت أكبر إخواني، فكان طبيعيًا أن أساعده، ومنذ ذلك الحين وأنا هنا، في نفس المكان، مر 50 عاما".
من الكبدة إلى الميكسات
في حديثه عن بداياته في صناعة السندوتشات، يقول عم أبو العلا: "في البداية كنت أعد سندوتشات الكبدة، لأنها كانت من المفضلات لدى الكثيرين، ثم بدأت في إضافة أصناف أخرى مثل السجق، والتونة، والبلوبيف، والجبن، والبيض، بجانب إعداد الميكسات مثل البيض بالبلوبيف، الجبن بالطماطم، وغيرهما".
تعتبر أسعار السندوتشات في متناول الجميع، حيث تبدأ الأسعار من 10 جنيهات لسندوتشات الكبدة والسجق، بينما يباع سندوتش البلوبيف بالبيض بسعر 12 جنيها.
المشاهير زبائنه
يتذكر عم أبو العلا أيام الماضي بابتسامة يملؤها الفخر قائلا: "في الماضي عندما كنت أبيع العصير، كان يأتي إلي العديد من الشخصيات المشهورة مثل إبراهيم يوسف – رحمه الله – والكابتن شطة، وعماد سليمان وغيرهم"، مضيفًا أن الشارع الذي كان يقع فيه المحل لم يكن مليئًا بالعمارات الكبيرة كما هو الحال الآن، بل كان يزينه الفلل التي كانت تعكس الرقي والجمال.
ورغم تجاوز عم أبو العلا السبعين من عمره، إلا أنه لا يفكر في التقاعد، كل يوم ينزل في نفس الموعد لفتح محله الصغير والعمل بيده، مؤمنا أن العمل هو ما يمنحه الأمل والهدف في حياته يقول: "أنا لسه بشتغل وبنزل كل يوم، لو كنت قعدت بعد سن الـ60، كنت زماني ضعفت، الشغل بيخليني صحي، هو اللي بيخليني أقف على رجلي".
 - نجوم مصر){kind=link}