السبت 26/أبريل/2025 - 12:12 ص
كان النادي الأهلي في حاجة لتلقي ضربة موجعة حقيقية ومؤثرة كما حدث في مباراة نصف النهائي أمام الفريق الجنوبي إفريقي الشرس، والمستمر في تدعيم شراسته الكروية على مدار عدد من السنوات، وأكد اليوم أنه معضلة حقيقة أمام الأهلي متى جمعتهما البطولات الإفريقية ولن ينتهي الأمر إلا بسقوط مدوٍ أمام الأهلي، قد يحدث في الأعوام المقبلة وحتى هذا فهو عقدة للاعبين والجمهور.
على أي حال جاءت الضربة الحقيقة مؤلمة لكن ليست مفاجأة على الاطلاق، ولن أتحدث هنا على الصعيد الفني الواضح للجمهور بداية من خسارة السوبر الإفريقي مرورا إلى الانسحاب المذل الأخير أمام الزمالك وغياب قائد حقيقي للفريق والتفرغ والانزلاق إلى المهاترات والصفقات الكيدية، التي كانت دوما هي الصفات التي تسيطر على المنافس.
أتحدث وأنا كملايين المصريين نتلاحم مع الأهلي الذي أصبح جزءًا من كياننا الشخصي لا نقبل له الخسارة أبدا، ونتشجع في ميادين الحياة بتألق لاعبيه في ميدان المباراة هو الشغف بالقلعة الحمراء التي أمن جميعا أنها مؤسسة أوروبية في جغرافيا إفريقيا، ومن مقومات القومة الناعمة في مصر وأكثرها تأثيرا.
هو الشغف أيضا الذي وسط ألة الموت والدمار، جعلنا نشاهد سكان غزة يتجمعون أمام الخيام لمشاهدة الأهلي في كأس العالم الأخير.
دوما كان الأهلي نموذجا فريدا في ديمقراطيته عن أي مؤسسة أخرى في مصر وعزز ذلك بآليات واضحة ضامنة لعدم التفرد بالرؤية والقرار، وبالتالي كان منطقيا أن يتفوق على منافسه الذي مارس رؤساؤه منذ عقود السلطوية المطلقة وانفردوا بكل شيء.
لكن مع الولاية الثانية للخطيب انهارت كل تلك الآليات، وانتقلت إلينا آفة الزمالك فأصبح بيبو هو القائد الواحد يقرر والمجلس لا يعارض، يرى فلا يرى أحد غيره، لا يسمعون لأحد ولا يرجون من أحد النصيحة، فكان طبيعيا إقالة مدير الكرة الناجح وحدوث فوضى لجنة التخطيط وتمرد اللاعبين.. ولا أحد يستمع.
لا أعتقد أن النادي الأهلي تصدى للتعامل مع أزماته الرياضية وأزمة كرة القدم تحديدا بقدر محاربته لتعديلات قانون الرياضة الأخيرة التي لم تمرر حتى الآن، والتي كانت كفيلة بإبعاد الخطيب ومجلسه، وأشرف الخطيب بنفسه على مواجهة تلك التعديلات.. رغم أنه أكد عدم وجود النية للترشح مرة أخرى.
باختصار شديد، لا إنجاز إلا بديمقراطية الأهلي المعتادة التي ضمنت لنا مكانا فريدا كنا وسنكون فيه مهما بلغت التحديات.
