وزير الطاقة السعودي يبحث مشروع الربط الكهربائي مع مصر
في مشهد يعكس تصاعد وتيرة التعاون العربي في قطاع الطاقة، شهدت العاصمة السعودية الرياض لقاءً مهمًا جمع بين وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، حيث ناقش الجانبان خريطة طريق جديدة لعلاقة استراتيجية بين دولتين ترتبطان بجذور عميقة ومصالح مشتركة في مجالات الطاقة.
اللقاء، الذي جرى على هامش اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والسعودية، شكّل منصة حيوية لتبادل الرؤى بشأن فرص التكامل بين القاهرة والرياض في قطاعات النفط، والربط الكهربائي، والطاقة المتجددة والتقليدية.
وأكد الوزيران خلال الجلسة أهمية تفعيل المشروعات المشتركة بما يخدم الأهداف الاقتصادية والتنموية للبلدين.
نقلة نوعية في التعاون الكهربائي
واحدة من أبرز نقاط النقاش تمحورت حول مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، الذي يُنظر إليه بوصفه حجر الأساس لتكامل كهربائي عربي أشمل، وخطوة أولى نحو إنشاء شبكة طاقة موحدة إقليمية.
المشروع لا يقتصر على تبادل الطاقة بين البلدين، بل يفتح آفاقًا لربط شبكات الكهرباء في العالم العربي، ما يمهد لحقبة جديدة من الأمن الطاقوي المشترك.
من جانبه، أشار الوزير المصري إلى الأهمية المتزايدة لهذا المشروع في ظل النمو المتسارع في الطلب على الكهرباء، وأكد أن مصر تتبنى استراتيجية طموحة لتوسيع شراكاتها الإقليمية في مجال الطاقة، مستفيدة من موقعها الجغرافي وقدراتها التكنولوجية والبشرية.
الهيدروجين الأخضر.. أفق المستقبل
لم يتوقف الحديث عند حدود الكهرباء والنفط، بل امتد ليشمل طموحات مصر في مجال الهيدروجين الأخضر، الذي يتصدر أولويات الحكومة المصرية في إطار إستراتيجيتها للطاقة منخفضة الكربون.
وعبّر عبدالعاطي عن استعداد بلاده لتوسيع التعاون مع السعودية في هذا المجال الواعد، مقترحًا ربط مشروعات الطاقة المتجددة بين الجانبين لإنتاج الهيدروجين وتصديره إلى الأسواق العالمية.
دفع عجلة التصنيع والتكنولوجيا
كما تناول اللقاء محورًا آخر لا يقل أهمية، وهو توطين الصناعات والتكنولوجيا، حيث أكدت مصر حرصها على توسيع التعاون مع المملكة في مجالات التصنيع المشترك وتبادل الخبرات الفنية، بما يعزز من قدرات الدولتين في مجالات الإنتاج المحلي والابتكار.
مشروعات قيد التنفيذ ومواعيد مرتقبة
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين نشاطًا متزايدًا، حيث كشف وزير الكهرباء المصري محمود عصمت في وقت سابق عن اقتراب موعد تشغيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، والمقرر أن يبدأ في الصيف المقبل.
المشروع، الذي يشمل تقنيات متقدمة كالبطاريات المستقلة والعدادات الذكية، يُعد تجسيدًا حقيقيًا لرؤية تكاملية تتجاوز الحدود السياسية إلى آفاق اقتصادية أوسع.
باختصار، فإن الحوار الذي دار بين الوزيرين لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل منصة لوضع أسس جديدة لتحالف طاقي عربي متجدد، يراهن على الابتكار والتكامل ويستهدف بناء مستقبل مستدام لأجيال قادمة.
