تحدث الباحث أيمن عثمان، خلال حلقة اليوم من برنامج "الأرشيف" المُذاع عبر فضائية "الوثائقية"، عن تفاصيل مثيرة حول بداية إنشاء أول محطة إذاعية مصرية، والتي كانت ثمرة جهد كبير وتحديات لا حصر لها، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة.
وأوضح، أن الباحث والمبدع حبشي جرجس، الذي كان يعد من رواد صناعة الإعلام في مصر، بدأ باستخدام الخردة التي جمعها من سوق "الخردة" في وكالة البلح، حيث قام بتحويل المعادن القديمة إلى أجهزة إذاعية، مثل الشواك والسكاكين وبعض الأدوات المنزلية الأخرى.
وعقب معرفته بإلياس مقار أحد تجار الخردة، وافق الأخير على منح حبشي 600 جنيه، بشرط أن يكون هناك شراكة بينهما في إنشاء المحطة، ليبدأ بذلك تأسيس أول محطة إذاعية مصرية في عام 1927.
وكان المقر الأول للمحطة في منزل إلياس بشبرا، حيث بدأ حبشي في صيانة وتجميع الأجهزة الإذاعية القديمة، محولًا إياها إلى معدات قابلة للاستخدام، كما قام بتصنيع العديد من الأجزاء الجديدة خصيصًا للمحطة، اعتمادًا على دراسته للهندسة اللاسلكية التي أكملها في بريطانيا.
وسرعان ما جذبت المحطة عددًا كبيرًا من المشتركين، وفتحت باب الإعلانات التجارية مقابل عوائد مالية مستمرة، وكان الاشتراك الشهري في المحطة قيمته 1.5 ريال، وكان المشتركون يحصلون على امتيازات تشمل التزام المحطة ببث البرامج التي يطلبونها بشرط ذكر رقم اشتراكهم في رسائلهم.