الثلاثاء 22/أبريل/2025 - 03:46 م
فتح مسلّحون يُشتبه بانتمائهم لجماعات متشددة النار في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية اليوم الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 5 سيّاح على الأقل وإصابة ثمانية آخرين، بحسب مصدر في الشرطة تحدّث لوكالة رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وحسب وكالة رويترز، يُعد هذا الهجوم الأسوأ الذي يستهدف مدنيين في الإقليم منذ ما يقرب من عام.
هجوم مسلح في كشمير
وقع الهجوم في منطقة باهالجام، وهي وجهة سياحية شهيرة في الإقليم ذي الأغلبية المسلمة، والذي شهد تراجعًا في وتيرة العنف خلال السنوات الأخيرة، ما ساهم في جذب آلاف الزوّار خلال موسم الصيف.
وتم نقل المصابين إلى مستشفى محلي، فيما أفاد المصدر ذاته أن عدد القتلى قد يرتفع.
وكتب رئيس وزراء إقليم جامو وكشمير، عمر عبد الله، في منشور عبر منصة إكس: لا أريد الخوض في تفاصيل عدد القتلى حتى الآن، لكن من الواضح أن هذا الهجوم يُعد من أكبر الهجمات التي استهدفت المدنيين في السنوات الأخيرة.
وأعلنت جماعة تُطلق على نفسها اسم مقاومة كشمير مسؤوليتها عن الهجوم من خلال منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعربت عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف وافد" في الإقليم، محذّرة من أن العنف سيُوجّه ضد من يحاولون الاستيطان بشكل غير قانوني.
وكانت حكومة جامو وكشمير قد أبلغت المجلس التشريعي هذا الشهر بأن نحو 84 ألف شخص من خارج الإقليم حصلوا على حقوق الإقامة خلال العامين الماضيين.
وفي رد فعل رسمي، كتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على منصة إكس: من ارتكبوا هذا العمل البشع سيُقدّمون إلى العدالة... ولن يُفلتوا من العقاب! لن ينجح مخطّطهم الشرير، عزمنا على محاربة الإرهاب لا يتزعزع، وسيزداد قوة.
تشهد منطقة الهيمالايا المتنازع عليها – التي تطالب بها كل من الهند وباكستان بالكامل وتدير كل منهما جزءًا منها – تمردًا مسلحًا مناهضًا للهند منذ عام 1989، أودى بحياة عشرات الآلاف، رغم أن وتيرة العنف قد انخفضت مؤخرًا.
وكانت الهند قد ألغت الوضع الخاص لإقليم كشمير في عام 2019، وقسّمت الولاية السابقة إلى إقليمين اتحاديين هما جامو وكشمير، ولداخ، كما سمحت السلطات المحلية بمنح حقوق الإقامة للوافدين من خارج الإقليم، ما أتاح لهم الحصول على وظائف وشراء أراضٍ في المنطقة.
وقد أدّى هذا القرار إلى تدهور العلاقات مع باكستان التي تدّعي أحقيتها في كامل الإقليم، ما زاد من حدة التوترات والصراعات بين الجارتين النوويتين.
يُذكر أن الهجمات التي تستهدف السيّاح في كشمير أصبحت نادرة خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها في يونيو الماضي، حين أسفر هجوم شنه مسلحون عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 33 آخرين، بعد أن تسبب الهجوم في سقوط حافلة تقل حجاجًا هندوسًا في وادٍ سحيق.
ويقول مسؤولون في الأجهزة الأمنية الهندية إن بعض الهجمات الكبرى التي نُفذت خلال ذروة التمرّد تزامنت مع زيارات مسؤولين أجانب بارزين إلى الهند، في محاولة على ما يبدو لجذب اهتمام المجتمع الدولي إلى قضية كشمير.
وقد وقع هجوم الثلاثاء بعد يوم واحد فقط من بدء زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى الهند، والتي تستغرق أربعة أيام وتُعد في معظمها زيارة شخصية.