اختتمت كنائس محافظة قنا، منذ قليل، صلوات "خميس العهد" التي تأتي ضمن طقوس أسبوع الآلام، وسط أجواء روحانية ومشاركة واسعة من الأقباط، الذين حرصوا على الحضور لأداء الصلوات والتأمل في طقوس هذا اليوم الذي يخلّد ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه.
وشهد محيط الكنائس بمراكز محافظة قنا انتشارًا أمنيًا مكثفًا من قبل قوات الشرطة، تنفيذًا لخطة تأمين دور العبادة خلال المناسبات الدينية، حيث تم تعزيز التواجد الأمني بمحيط الكنائس الرئيسية وتكثيف الدوريات المتحركة، وتفعيل إجراءات التفتيش والتأمين الكامل للمنشآت الحيوية.
ويُعد أسبوع الآلام من أقدس الأسابيع في السنة الكنسية، حيث تبدأ طقوسه بعد أحد السعف وتستمر حتى سبت النور، ويعيش فيه الأقباط رحلة روحانية عميقة يتأملون خلالها آلام السيد المسيح وصلبه من أجل خلاص البشرية.
وتُقام الصلوات اليومية فيما يُعرف بـ"البصخة المقدسة"، وهى صلوات تأملية تقام صباحًا ومساءً في الكنائس، ويتخللها قراءات من الأناجيل الأربعة ونبوات العهد القديم، في أجواء يغلب عليها الخشوع والصمت.
فيما يمثل "خميس العهد" ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه، وفيه تُقام طقوس غسل الأرجل، اقتداءً بما فعله المسيح مع تلاميذه كرمز للتواضع والمحبة، ويليه "الجمعة العظيمة"، وهي من أكثر الأيام روحانية وتأثرًا، حيث تُقرأ فيها صلوات طويلة تتخللها تسبحة الصليب وقراءات عن الصلب والموت، وتُطفأ أنوار الكنائس في بعض الأوقات، إيحاءً بلحظات الظلمة التي غطّت الأرض وقت الصلب.
مع غروب شمس سبت النور، يبدأ الأقباط في الاستعداد للاحتفال بعيد القيامة المجيد، والذي يُعد أهم الأعياد المسيحية.
ويُقام "قداس القيامة" في ليلة العيد داخل الكنائس وسط أجواء من الفرح والتسبيح، إيذانًا بفرحة القيامة التي تملأ القلوب بعد أيام من الحزن والتأمل، ويحرص الأقباط على تبادل التهاني وزيارة الأهل، وتُعد هذه المناسبة رمزًا للأمل والانتصار على الموت، ورسالة سلام ومحبة لكل العالم.