وجهت الولايات المتحدة الأمريكية عدة ضربات استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء بالإضافة لمدينة الحديدة الساحلية، وقالت واشنطن إنها تستهدق قيادات وقوات جماعة أنصار الله "الحوثيين" التي تسيطر على العاصمة ومناطق واسعة من اليمن منذ 2014.
وأعلنت جماعة الحوثي شن حرب إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عام 2023، وتطلق بين الحين والآخر صواريخ ومسيرات باتجاه المدن الإسرائيلي.
ورغم الضربات الأمريكية، تواصل جماعة الحوثي إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، مؤكدة أنها لن تتراجع عن أنشطتها في البحر الأحمر وغيرها من العمليات العسكرية ما لم يتوقف العدوان على الفلسطينيين في غزة.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، إنه على الرغم من أن اليمن لا يوافق على أي ضربات تستهدف المدنيين أو تلحق الضرر بهم، إلا أنه من الممكن القول إن الضربات الأمريكية في معظمها، وبنسبة تصل إلى 90% على الأقل، تركز على الأهداف العسكرية بشكل دقيق، ما يساهم في الحد من الأضرار التي قد تلحق بالمناطق المدنية.
وأكد عبدالحفيظ أن هذه الضربات قد أسفرت عن إضعاف قدرة الميليشيات الحوثية العسكرية، خاصة من خلال استهداف مخازن الأسلحة المنتشرة في المناطق الجبلية والكهوف الكبيرة التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية في العديد من المناطق. موضحا أن القوات الأمريكية استهدفت هذه المواقع بشكل مستمر، ما أضر بالقدرة العسكرية للحوثيين.
تحرك قوات الشرعية
وأضاف عبدالحفيظ في تصريحات أدلى بها لـ"الدستور"، أن ما ينبغي التأكيد عليه هو أن أي ضربات جوية، مهما كانت قوتها، لا يمكن أن تحقق انتصارات حقيقية على الميليشيات إلا إذا صاحبها تقدم عسكري حقيقي من القوات اليمنية الشرعية.
وأوضح أن الحكومة اليمنية الشرعية قد أعلنت عن استعدادها الكامل للتحرك على الأرض لتحرير مدينة الحديدة أولًا، ثم التقدم لتحرير الشريط الساحلي على البحر الأحمر، ومن ثم التوجه نحو العاصمة صنعاء.
وأكد عبدالحفيظ أنه في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا، فإن الحل الفعلي يكمن في أن تتقدم القوات اليمنية الشرعية على الأرض بشكل حاسم، مع دعم دولي مستمر، لتحرير المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية. وأضاف أن هذا التقدم العسكري يمكن أن يكون الطريق لتحقيق استقرار اليمن وإنهاء الانقلاب الذي أضر بالحكومة اليمنية ودول المنطقة بشكل عام.
وأعرب عن أمله في أن تسهم الضربات الجوية، بالتوازي مع تحرك القوات الشرعية، في تسريع إنهاء الأزمة اليمنية واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
الحوثي يخسر القيادات
من ناحيته، قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، إنه من الصعوبة تقييم نتائج الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على الحوثيين، طالما أن الحملة لا تزال مستمرة.
وأضاف الطاهر في تصريحات أدلى بها لـ"الدستور"، أن الحملة حتى الوقت الحالي حققت جزءًا بسيطًا من أهدافها نتيجة لعدم تعاون الحوثيين مع الحكومة اليمنية.
وأكد أن الحوثيين قد خسروا قيادات عسكرية بارزة وتراجعت عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر بشكل ملحوظ.
وتابع الطاهر، أن ما ينفذه الحوثيون الآن لم يعد كما كان في السابق، حيث تراجع كثيرًا بفعل الضربات الأمريكية، مشيرًا إلى أن اليمنيين لم يخسروا بشكل كبير في هذه الحملة، بل على العكس، الحوثيون هم من يواصلون الخسارة في السلاح والقيادات العسكرية.
ونوه الطاهر بأنه من اللافت أن جماعة الحوثي لم تعتد على التكتم الذي يظهر الآن، ما يثير تساؤلات حول الوضع الداخلي لهذه الجماعة، مؤكدا أن الخسائر التي تعرضت لها إسرائيل جراء الهجمات الحوثية كانت صفرية، لكنها استفادت من هذه الهجمات لتروج لوجود خطر داهم عليها، ما جعلها تدافع عن نفسها وتوسّع من نفوذها في العالم العربي.
واختتم الطاهر تصريحاته بالقول: إنه يعتقد أن هناك تصعيدًا كبيرًا قادمًا في الأفق، وأن هذا العام قد يكون نقطة النهاية بالنسبة للحوثيين.
