أعاد قرار السلطات الكويتية سحب الجنسية من الداعية المعروف نبيل العوضي للمرة الثانية، موجة من التفاعل والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي داخل الكويت وخارجها. القرار جاء ضمن حملة مراجعة شاملة لملفات التجنيس بالتبعية، شملت أسماء أخرى بارزة من الوسط الفني والإعلامي، ما جعل القضية تتصدر النقاشات العامة.
ورغم ذلك، يواصل العوضي تأثيره الواسع، حيث يتابعه أكثر من 11 مليون شخص على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، و3.1 مليون على إنستغرام، إلى جانب 2.2 مليون على فيسبوك.
وفي أول تعليق بعد القرار، كتب العوضي عبر "إكس": "بعد كل ضيق وشدة… غنى وسعة!"، في تغريدة مختصرة لاقت تفاعلًا كبيرًا.
من الرياضيات إلى الخطابة.. رحلة علمية ودعوية
وُلد نبيل العوضي في الكويت عام 1970، ونشأ في بيئة محافظة صقلت ميوله الدينية والفكرية. حصل على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة الكويت، ثم تابع دراساته العليا في المناهج وطرق التدريس بالمملكة المتحدة، حيث نال الماجستير والدكتوراه. عمل بعدها في المجال الأكاديمي كمحاضر، وتولى منصب خبير استشارات أسرية بوزارة العدل الكويتية.
بدأ مسيرته الدعوية في التسعينيات كخطيب وإمام في وزارة الأوقاف، قبل أن ينتقل إلى الإعلام، ليقدّم برامج شهيرة مثل: "أروع القصص"، "قبسات إيمانية"، و"سواعد الإخاء".
سحب الجنسية مرتين.. أسباب غامضة وتأثير مستمر
سُحبت جنسية نبيل العوضي للمرة الأولى في عام 2014 لأسباب "أمنية"، حسب ما ورد في التقارير الرسمية آنذاك، دون كشف تفاصيل. وفي 2018، أُعيدت له الجنسية بقرار من مجلس الوزراء.
لكن في 2025، عادت القضية مجددًا بعد قرار إدراجه في قائمة جديدة تضم عشرة أشخاص ضمن مراجعة ملف "التجنيس بالتبعية". يُذكر أن العوضي حصل على جنسيته عام 1998 من جهة والدته الكويتية.
نقل نشاطه إلى قطر ومواقفه محل جدل
عقب منعه من الخطابة بالكويت عام 2011، انتقل نبيل العوضي إلى قطر، حيث استمر في تقديم برامجه الدينية. رغم أنه لا يُعرف بانخراطه في السياسة بشكل مباشر، فإن ميوله وخطابه وُصف أحيانًا بأنه قريب من تيارات إسلامية معارضة، مما جعله عرضة للقرارات السياسية المتكررة.
الخطاب الدعوي بين العاطفة والعقل
رغم تقليص ظهوره في المنصات الرسمية، لم يتوقف العوضي عن ممارسة دعوته عبر الإنترنت. يتناول في محتواه قضايا الهوية الإسلامية، التربية، والأخلاق، ويتميّز خطابه بالمزج بين الطرح العاطفي والعقلاني. كما تأثر في منهجه بعدد من العلماء الكبار مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
اقرأ المزيد:
الكويت تسحب الجنسية من نبيل العوضى ومحمد العجيمى
