كاتب سوداني لـ"الدستور": الانتصار العسكري لا يكتمل إلا إذا تُرجم إلى حل سياسي دائم - نجوم مصر

أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني طاهر المعتصم، أن الجيش السوداني يمكنه استثمار سلسلة الانتصارات التي حققها ميدانيًا في الفترة الأخيرة من أجل تعزيز موقعه في أي مفاوضات سياسية مقبلة. 

وقال المعتصم في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، إن الجيش بعد تمكنه من دحر ميليشيا الدعم السريع من العاصمة الخرطوم، بات في وضع يمكّنه من فرض شروطه على طاولة التفاوض، خاصة في ظل الحصار الإقليمي والدولي الذي تعانيه الدعم السريع.

اللجوء إلى سياسية الأرض المحروقة 

وأشار إلى أن الدعم السريع، بعد انسحابه من بعض المناطق الحضرية، لجأ إلى سياسة الأرض المحروقة، حيث سعت قواته إلى جعل المناطق التي خرجت منها غير قابلة للحياة، عبر استهداف البنية التحتية الحيوية مثل محطات الكهرباء والمياه والمطارات، وارتكاب ما وصفه بـ"جرائم حرب" ضد السكان المدنيين.

المعتصم أوضح أن هذه التكتيكات تهدف إلى زعزعة الاستقرار وخلق حالة من التذمر لدى المواطنين المقيمين في تلك المناطق، في محاولة من الدعم السريع للضغط على الجيش عبر البعد الإنساني والاجتماعي، وليس فقط العسكري.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن الدعم السريع بات محاصرًا من عدة أطراف، إقليميًا ودوليًا، حيث شهدنا مواقف واضحة من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب عدد من الدول العربية والإفريقية، التي أدانت ممارسات الدعم السريع، خاصة عقب الهجوم على معسكر "زمزم" شمال مدينة الفاشر، والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وأكد المعتصم أن المجتمع الدولي أصدر بيانات إدانة واضحة لما جرى في دارفور، وهو ما زاد من عزلة قوات الدعم السريع، سياسيًا وإعلاميًا، على الساحة الإقليمية والدولية. 

وأضاف أن هذا الظرف يمكن أن يُستثمر لصالح الجيش السوداني، إذا ما توجه نحو خيار التفاوض وهو في موقع قوة، بما يمكّنه من وضع نهاية للحرب وفق شروط تخدم استقرار البلاد ووحدة ترابها.

لكنه في الوقت ذاته، شدد على أن أي حرب لا تنتهي إلا عبر تفاوض سياسي، مهما كانت القوة العسكرية لأي طرف. وقال إن الجيش، وهو الآن في موقف أقوى، يجب أن يوظف مكاسبه الميدانية في اتجاه إنهاء النزاع، وليس فقط الاستمرار في العمليات القتالية. وأضاف: "الانتصار العسكري لا يكتمل إلا إذا تُرجم إلى حل سياسي دائم يُنهي المعاناة ويؤسس لسلام عادل ومستدام".

وفي ختام تصريحه، أكد المعتصم أن المرحلة الراهنة تتطلب رؤية استراتيجية متوازنة من القيادة العسكرية والسياسية، تأخذ في الاعتبار المعطيات الميدانية والدبلوماسية والإنسانية، وتوظفها باتجاه حل شامل ينهي الحرب المستمرة ويمنع تجددها.