
قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ الاستثمار والتمويل، إن التقديرات الأخيرة لوكالة "فيتش" بتثبيت تصنيف مصر الائتماني تعكس نجاح الدولة في عبور المرحلة الاقتصادية الصعبة التي شهدت ضغوطًا كبيرة في بدايات العام الماضي، مؤكدًا أن الإجراءات الإصلاحية المتخذة عززت من استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي، وساهمت في خفض معدلات البطالة وتحقيق تدفقات قوية من النقد الأجنبي.
وأضاف إبراهيم، خلال مداخلة هاتفية لـ"إكسترا نيوز"، أن من بين النجاحات التي أشادت بها مؤسسات التصنيف الدولية، استقرار سوق الصرف وتوافر النقد الأجنبي، وتحقيق فائض أولي في الموازنة، بجانب مؤشرات إيجابية في قطاع الطاقة، ما يدعم من قدرة الدولة على خفض تكلفة خدمة الدين العام، خاصة مع التوقعات باتجاه البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل.
وأشار إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وعلى رأسها صفقة "رأس الحكمة" التي جلبت تدفقات بقيمة 20 مليار دولار، ساهمت في تقليص المديونيات وسداد ودائع مستحقة للإمارات، وهو ما يمثل نقطة تحول حقيقية في خريطة السياحة والاستثمار العقاري في مصر، ويفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات خلال السنوات المقبلة على سواحل البحرين المتوسط والأحمر.
وتوقع، أن تتجاوز أعداد السائحين 18 مليون زائر خلال العام الحالي، مع تدفقات نقدية قد تصل إلى 30 مليار دولار، مؤكدًا أن هذه الأرقام تنقل الاقتصاد المصري إلى مرحلة جديدة من الاعتماد على موارد مستدامة للنقد الأجنبي، مدعومة بزيادة التحويلات من المصريين بالخارج والاستثمارات الأجنبية في قطاعات متنوعة، وفي مقدمتها الطاقة والصناعة.
وأوضح أن الوصول إلى 15 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة يمثل تحولًا هيكليًا، مقارنة بمتوسط سنوي بلغ 9 مليارات دولار خلال السنوات الماضية، رغم التحديات العالمية.
كما أشار إلى أن مصر ما زالت تحتفظ بالمركز الأول إفريقيًا من حيث الجاذبية الاستثمارية، وتحظى باهتمام متزايد من كبرى الشركات العالمية، خصوصًا في مجالات الصناعة الخضراء والطاقة المتجددة.
وأكد أن الحكومة مطالبة بمواصلة جهودها في التواصل مع مجتمع الأعمال، والاستماع لتحديات المستثمرين والعمل على تذليلها بأقصى سرعة، وهو ما بدأ ينعكس في صورة انطباع إيجابي لدى دوائر الاستثمار الإقليمية والدولية.
كما شدد على أهمية استمرار مشروعات الطاقة النظيفة، والتي تُعد عنصرًا أساسيًا في جذب رؤوس الأموال الجديدة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة في المنطقة.