في تطور مفاجئ، أعلن الحساب الشهير على مواقع التواصل الاجتماعي، المعروف باسم “شاومينج”، اعتزاله بشكل نهائي تسريب الامتحانات بعد ثلاث سنوات من إثارة الجدل داخل المنظومة التعليمية في مصر، وتأثيره الكبير على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية.
جاء إعلان الاعتزال من خلال رسالة قصيرة نشرها على إحدى الصفحات المنسوبة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال فيها: “أعلن اعتزالي مجال تسريب الامتحانات بعد مرور 3 سنوات. شكرًا لكل من دعمني من الطلبة أو المعلمين أو أولياء الأمور… ألقاكم على خير.” وأضاف وسم “#مفيش_تسريب_امتحانات_تاني”، مشيرًا إلى نهاية حقبة من التسريبات التي لطالما شغلت الرأي العام وأثارت ارتباكًا داخل مؤسسات التعليم.
الرسالة أثارت موجة واسعة من التفاعل، خاصة أنها جاءت قبل أسابيع قليلة من انطلاق امتحانات نهاية العام الدراسي، وهو توقيت اعتاد خلاله الطلاب متابعة حسابات التسريب في محاولة للحصول على نسخ مسرّبة من الامتحانات. ورغم تفاعل البعض مع هذا الإعلان على أنه خطوة إيجابية نحو استعادة الانضباط داخل اللجان، رآى آخرون أن الرسالة تحمل نبرة وداع رمزية قد لا تعني نهاية كاملة لنشاط الصفحات المرتبطة بالحساب.
وتعود بداية ظاهرة تسريب الامتحانات إلى عدة سنوات مضت، حين ظهرت حسابات على فيسبوك وتيليغرام تنشر امتحانات للثانوية العامة بالتزامن مع انعقادها، ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى تكثيف جهودها لمكافحة التسريب بالتعاون مع الجهات الأمنية، بالإضافة إلى تطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية وتشديد الرقابة داخل اللجان. وفي السنوات الأخيرة، نجحت الوزارة في تقليص حجم هذه الظاهرة، وهو ما أكدته تقارير رسمية تشير إلى تراجع معدلات التسريب بشكل ملحوظ.
وقد تفاعل عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور مع إعلان الاعتزال، حيث رحب البعض بعودة "العدالة التعليمية"، بينما أبدى آخرون استياءهم من غياب ما كانوا يعتبرونه “المنقذ” في مواجهة صعوبة الامتحانات. ورغم الغموض المستمر حول الجهة الحقيقية التي تقف وراء هذه الصفحات، تظل هذه الرسالة مؤشرًا على نهاية مرحلة مثيرة للجدل في التعليم المصري، وتفتح الباب لتجديد النقاش حول أهمية غرس قيم الجهد والاجتهاد بين الطلاب.
