أخبار عاجلة

أهالى غزة لـ«الدستور»: لا يوجد إنسان على وجه الأرض يعانى مثل الفلسطينى - نجوم مصر

ما زال أهالى قطاع غزة يعانون أهوال يوم القيامة، جراء القصف والقتل المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلى، وسط ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء، ليس بالرصاص والقصف والجوع فقط، بل أيضًا بالحرق كما حدث فى خيمة الصحفيين بمدينة خان يونس مؤخرًا.

ومع الجرائم التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى دون أى رداع، فى ظل الحرب الشرسة التى يشنها على البشر والحجر وكل شىء فى قطاع غزة، يعانى الأهالى هناك من انقطاع الخدمات وغياب المقومات الأساسية للحياة، إلى جانب نقص المعدات الطبية والأدوية لعلاج الجرحى والمرضى بصورة كبيرة.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من الفلسطينيين لـ«الدستور» عن تفاصيل ما يعيشونه من صعاب بالغة، فى أرض كتب على أهلها الموت بالرصاص والقصف، أو الحياة موتى لمن نجوا من الآلة العسكرية الإسرائيلية المجرمة.

 

13 ألف حالة بتر أطراف.. و70% من الجرحى نساء

 

قال الدكتور عبدالكريم شاهين، أخصائى تأهيل طبى متخصص إعاقات حركية، رئيس قسم التأهيل الطبى فى مركز «حمد بن جاسم» للرعاية التأهيلية المتكاملة، الذى يتواجد حاليًا فى مخيم «خان يونس»، إن الوضع بشكل عام سيئ جدًا جدًا، وهو ما ينطبق على مناحى الحياة كلها فى قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى منذ ١٨ شهرًا دون توقف، وتعرض الحياة فى القطاع إلى شلل وعجز عام وتام.

وأضاف «شاهين»: «الحرب الإسرائيلية على غزة أخرجت ما يقارب الـ٣٠ مستشفى حكوميًا وخاصًا من الخدمة تمامًا، بفعل قصف وحرق المستشفيات والعيادات والمؤسسات الطبية والصحية، وقتل الأطباء والممرضين والعاملين فى مجال الصحة، إلى جانب خروج ٤ مستشفيات مختصة بتأهيل ذوى الإعاقة، رغم تزايد عدد الأشخاص مبتورى الأطراف، الذين يقدر عددهم بـ١٣ ألف حالة بتر أطراف متنوعة، بينهم ٤٥٠٠ طفل تعرضوا إلى بتر للأطراف العلوية والسفلية».

وواصل الطبيب الفلسطينى: «نسبة النساء الجريحات فى هذه الحرب تبلغ ٧٠٪ من إجمالى الجرحى فى قطاع غزة، بالتزامن مع تدنى مستوى الخدمة العلاجية والصحية، ونقص فى الأدوية والمستلزمات الطبية واللوجستية اللازمة لمنع تدهور الحالات، فضلًا عن نقص شديد فى الأجهزة المساعدة الخاصة بالأشخاص ذوى الإعاقة، الذين أصبحوا عرضة للموت بفعل نقص الاحتياجات اللازمة لهم، وتدمير المؤسسات المعالجة لهم، خاصة مع المعيشة داخل خيام النزوح».

وأكمل: «للأسف، الأشخاص ذوو الإعاقة يعيشون أسوأ فترات حياتهم، فى ظل نقص الإمكانات، وغياب الرؤية السياسية التى توقف هذه الحرب المجنونة. هم يعانون مثل أى شخص يقيم فى غزة، ويعيشون تحت وطأة حصار وحرب دمرت كل شىء داخل القطاع، فلم يعد هناك مكان إلا وأصابه الدمار».

وزاد: «لا يستطيع معاق الآن استخدام الكرسى المتحرك الخاص به نتيجة تدمير الشوارع والطرقات، مع وجود نقص شديد فى الأجهزة التعويضية، مثل الكراسى المتحركة والفرشات الطبية والحفاضات الخاصة بذوى الإعاقة والأدوية، ونحن كمختصين فى هذا المجال، نحاول قدر الإمكان تقديم ما يمكن تقديمه، من خلال بعض برامج الرعاية المنزلية، وتقديم الخدمة العلاجية لهذه الفئة داخل خيام النزوح بشكل بسيط، فى ظل انعدام الأدوات التى تساعد على تسريع عملية الشفاء».

وقال أخصائى التأهيل الطبى المتخصص فى الإعاقات الحركية: «فيما يتعلق بالحياة المعيشية، لا يوجد بشرى على هذه الأرض يعانى كما نعانى فى قطاع غزة، حيث ما زالت ماكينة الدمار الإسرائيلية تأكل الأخضر واليابس، وسط حالة من التدمير الممنهج من قِبل عصابات جيش الاحتلال الإسرائيلى».

وأضاف «شاهين»: يقيم مجرمو جيش الاحتلال مراهنات على بيوتنا ومؤسساتنا أثناء القصف، بحيث يتبارون فيما بينهم حول من يقصف ويقتل أكثر من أبناء شعبنا»، مشيرًا إلى إخلاء سكان منطقة «الشجاعية» وضواحيها إلى مناطق أخرى، من أجل استباحتها والقضاء على ما تبقى فيها من بيوت.

وواصل: «صراحة الأمور صعبة جدًا جدًا، فى ظل نقص غاز الطهى والطحين. سعر كيس الطحين ٢٥ كجم زاد من ١٠ إلى ١٠٠ دولار. نعيش الآن حياة القهر والذل والحرمان، ونطهو الطعام على النار والحطب، مع ارتفاع أسعار هذا الحطب بالضرورة، هذا إن وجدناه من الأساس، فما هو متوافر لا يكفى للطبخ أو صنع الخبز».

وأكمل: «الاحتلال ما زال يمارس القصف الشديد على خيام بالية من قماش مهترئ، باستخدام صواريخ عالية الدقة، ليقتل كل من فيها ويصيبهم بجراح أو تقطيع للأطراف أو حرق.. لا يوجد مكان آمن على أى ذرة فى قطاع غزة، والكل هنا أصبح مستهدفًا بآلة القتل الإسرائيلية».

وتابع: «إسرائيل ضربت كل آبار المياه فى قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه، ولم تكتف بنقص الوقود الخاص بمحطات الكهرباء والماء، بل عمدت إلى قتل عدد من موظفى شركة الماء والكهرباء. كما خرج جميع مخابز قطاع غزة عن الخدمة بسب نقص الوقود، ما وضع آلاف الأسر فى حالة من الجوع نتيجة نقص الوقود والطحين».

ونبه إلى أن «مسلسل التعب والإرهاق يستمر على كاهل الأسرة الفلسطينية، التى أصبحت تتلقى الطعنات من كل جانب، من نزوح وجوع وقتل واعتقال، وسط صمت عربى دولى على جرائم الاحتلال»، مضيفًا: «نحن فى غزة لا نريد استنكارًا ولا شجبًا ولا تنديدًا، فالمحتل الإسرائيلى لا يعرف هذه اللغة».

وحول الجانب التعليمى والأكاديمى، قال «شاهين»: «نحاول قدر الإمكان المحافظة على التعليم، من خلال التعليم الإلكترونى، سواء لطلاب الجامعات أو المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، لكن هذا يحتاج إلى توافر الإنترنت، وللأسف ليس متاحًا طوال الوقت».

 

أبواب المخابز المغلقة شاهدة على مدينة تتضور جوعًا

وصفت أحلام أبوالسعود، ناشطة مجتمعية من قطاع غزة، غزة بأنها جرح نازف، تنهشه الحرب والحصار، وتضيق فيه سبل الحياة حتى تكاد تنعدم، فى ظل تبدد الأحلام تحت وطأة القصف، وحيث ينفد الوقود، فيخفت ضوء المشافى، وترتجف المولدات، وتهوى الأرواح العليلة بين أروقة الموت البطىء، فلا دواء يبلسم جراح المرضى، ولا ماء يروى ظمأ الأرض العطشى، ولا لقمة تسد رمق الجوعى الذين أرهقهم الانتظار عند أبوابٍ موصدة، وحواجز لا تسمح إلا للريح بالمرور.

وأضافت الناشطة الفلسطينية: «فى غزة، يموت مرضى السرطان انتظارًا، وهم بين الحياة والموت، يحدقون فى معبر مغلق، يحصى أنفاسهم الأخيرة قبل أن تسدل الحرب أستارها على أعمارهم المبتورة. وعلى وجوه الأطفال يرسم الجوع ملامح وهنٍ مبكر، فالدقيق نفد، والحطب صار ذكرى بعيدة، والمخابز باتت أبوابها شاهدة على مدينة تتضور جوعًا، فيما العالم يرقب المشهد بصمتٍ بارد».

وواصلت: «تُطفأ أنوار غزة، ليس لأن الليل قد أرخى سدوله، بل لأن الكهرباء لم تعد تضىء سوى ذاكرة الأيام الخوالى، حين كان الضوء رفاهية لا يدركها اليوم إلا من نجا من العتمة. المياه القليلة التى تصل إلى البيوت، تظل شاهدة على عطشٍ لا يرتوى، وعلى أجسادٍ أنهكها الحرمان، فلا نظافة تحفظ الصحة، ولا قطرة تروى عطش الصغار الذين اعتادوا أن تكون حصتهم من الحياة أقل من الحد الأدنى للبقاء».

وأكملت: «تتراكم الأزمات، ويتزايد النزيف، ومع ذلك، فإن غزة لا تزال واقفة، تفتح نوافذ الأمل رغم كل الأبواب المغلقة، وترفع راية الصمود فى وجه الطغيان. تحترق تحت الحصار، لكنها لا تنكسر، فإرادة الحياة فيها أقوى من كل المؤامرات، وأعلى من كل الأسوار التى تحاول خنق أنفاسها الأخيرة».

وتابعت: «من هنا، من قلب هذا النزيف المستمر، نطلق نداء عاجلًا إلى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، إلى كل صوتٍ لا يزال ينبض بالعدالة، أن تحركوا عاجلًا لإنقاذ أكثر من ٢ مليون إنسان محاصر، يموتون كل يوم بصمت. افتحوا المعابر، أدخلوا المساعدات، أنقذوا المرضى قبل أن يُكتب على جبين الإنسانية أنها أغلقت عينيها على مجزرة لا تغتفر. إن التأخير فى التدخل ليس مجرد تقاعس، بل هو اشتراك فى الجريمة».

 

فى كل مكان انفجارات وصواريخ 

 

عبر يحيى البطران، مواطن فلسطينى من رفح، عن معاناته العميقة جراء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التى يواجهها سكان قطاع غزة، فى ظل التصعيد العسكرى الإسرائيلى المستمر، مؤكدًا أن «الحياة فى غزة أصبحت أشبه بكابوس مستمر، مع معاناة المواطنين من ظروف قاسية للغاية».

وأضاف «البطران»، وهو أب لشهيدين أحدهما رضيع تجمد من البرد، والآخر، وهو نجله الأكبر، ارتقى فى قصف إسرائيلى: «الإغلاق الكامل للمعابر يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية، ويحول دون وصول المواد الأساسية مثل الطحين، الذى وصل إلى غزة بكميات ضئيلة للغاية، ويُباع بأسعار مرتفعة للغاية».

وواصل: «هذا الوضع ينعكس بشكل مباشر على حياة الناس فى غزة، حيث يواجه الجميع أزمة حقيقية فى تأمين احتياجاتهم اليومية، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق، وسيولة نقدية فى السوق شحيحة للغاية بسبب الانفجارات والدمار الذى أحدثته الصواريخ الإسرائيلية».

وأكمل: «لا نعرف إلى أين نذهب، ففى كل مكان انفجارات وصواريخ، والأوضاع صعبة جدًا. تعرضنا لأبشع أنواع الموت، من خلال قصف مستمر لم يميز بين الأطفال والرجال، ودمر العديد من المنازل وأسقط العديد من الضحايا الأبرياء».

ووصف «البطران» مشاهد الأطفال الذين يتم إخراجهم من تحت الأنقاض بأنها مؤلمة للغاية، مضيفًا: «رأينا أطفالنا وهم يخرجون من تحت الركام، كانوا أشلاء، وهذا منظر مستحيل أن ينساه أى إنسان».

وأتم المواطن الفلسطينى بالقول: «حياتنا صارت صعبة جدًا والله. والله أحكى من قلبى، الوضع أصبح لا يُطاق».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق درجات الحرارة الآن على القاهرة والإسكندرية.. تفاصيل طقس اليوم في مصر - نجوم مصر
التالى موعد صرف مرتبات شهر إبريل 2025 لجميع الموظفين - نجوم مصر