لمئات من الأمتار في شوارع العاصمة الإسرائيلية، تل أبيب، امتدت طوابير الآلاف من الإسرائيليين، في انتظار الحصول على كراتين مساعدات غذائية مجانية، وهو ما وصفه أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، دكتور محمد عبود، بـ"طوابير الذل".
طوابير ذُل الإسرائيليين
وأوضح "عبود" في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": في مشهدٍ غريب في تل أبيب التُقط عشية "عيد الفصح"، امتدت طوابير من الإسرائيليين في الشوارع للحصول على كراتين مساعدات غذائية مجانًا.
الفيديو الذي نشرته جمعية "بيتاحون ليف" أثار ردود فعل غـاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي العبرية، بعدما كشف عن أزمة اقتصادية حادة تضرب إسـرائيل بسبب الحـرب المستمرة وارتفاع الأسعار.
️ آلاف العائلات، بعضهم من الطبقة الوسطى، يقفون طوابير لساعات طويلة، ليس لشراء الطعام، بل للحصول على المساعدات الغذائية التي تضمن لهم الحد الأدنى من احتياجاتهم.
حكايات من طوابير الإسرائيليين للحصول علي مساعدات غذائية مجانية
و️كشف "عبود" عن هوية عائلات الإسرائيليين ممن يقفون في الطوابير للحصول علي المساعدات الغذائية المجانية: ليات ألمكاييس، أرملة وأم لثلاثة أطفال، قالت إن مخصصاتها لا تكفيها لتأمين احتياجات العيد، لدرجة أنها أصبحت تعتمد على هذه الكراتين لتأمين الطعام لعائلتها. "أعيش على مخصصات الأرامل، ومن خلالها أدفع الإيجار وأوفر بعض المصاريف اليومية، الأسعار ترتفع باستمرار، ولا أستطيع شراء شيء من مستلزمات العيد".
️ "إيلانيت"، أم لسبعة أطفال، أكدت أنها تعتمد بانتظام على كراتين الغذاء، وتقول: "إذا لم أحصل عليها، لن يكون لدينا طعام في البيت"، وتضيف: "في كل مرة أقفُ في طوابير المساعدات، أشعر بالذل، لكن حاجة أطفالي تفوق أي إحساس آخر".
️ امرأة متقاعدة من ريشون لتسيون انتظرت أكثر من 3 ساعات في الطابور للحصول على الكرتونة، قالت: "رغم مشاعر الإحباط، فإن الكرتونة تساعدني ماليًا، لا أستطيع أن أتخيل كيف كنت سأحتفل بالعيد بدون هذه المساعدات."
الأزمة طالت الجنود أيضًا الذين خدموا شهورًا طويلة في الحـرب، وسقطوا في دائرة الديون، وركزت جميعة بيتاخون ليف على هذا الجانب لجمع التبرعات، وكتبت في إعلان على موقعها الرسمي: "تبرعوا الآن بسلة غذاء لإحدى العائلات.. معًا نضمن ألّا يبقى شخص جائع، لا تتركوهم جائعين".
ولفت "عبود" إلى أن: "آلاف العائلات من المحتاجين، والمهجرين، وجـنـود الاحتـياط يعودون إلى منازلهم ليواجهوا واقعًا اقتصاديًا مـؤلما وكئيبًا، تفاقمت أوضاعهم بسبب الحـرب، ووصلوا إلى درجة العجـز عن توفير الطعام".
️ الفيديو وصور الطوابير أثارت ردود أفعال واسعة، حيث اعتبر البعض أن هذا الوضع هو نتيجة لحكم نتنياهو، ووصف آخرون الحكومة بأنها منشغلة بالمصالح الشخصية، بينما الشعب يتخبط.
وخلص "عبود": "ما يحدث في إسـرائيل ليس مجرد أزمة غذائية، بل هي واحدة من نتائج الحـرب العدوانية، مهما كان حجم الدعم الاقتصادي الغربي، فإن هذا الدعم يتبخر سريعًا أمام فاتورة الحرب والميزانية الهائلة التي أقرها نتنياهو لتقديم رشـوة سياسية لأحزاب الائتلاف، ويتبخر أمام اختلاق وزارات جديدة بمخصصات جديدة لضمان ولاء شركاءه في الحكومة، وفي هذه الأثناء عرف الإسـرائيلون طريقهم المستحق إلى طوابير الفـقـراء".
