أكدت الدكتورة جيهان جادو، المحللة السياسية، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تحظى باهتمام واسع في الأوساط الإعلامية الفرنسية، مشيرة إلى أن الصحف والمواقع الإخبارية في فرنسا بدأت في تغطية تفاصيل الزيارة قبل انطلاقها بأيام.
وأوضحت جادو، خلال مداخلة لقناة "النيل للأخبار"، أن ماكرون حظي باستقبال رسمي وشعبي لافت في مصر، خاصة خلال الجولة غير الرسمية التي رافقه فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى منطقة الحسين وخان الخليلي، حيث تناول العشاء في أحد الأماكن العامة، وهو ما لاقى صدى واسعًا في الصحافة الفرنسية.
وأضافت أن فرنسا تنظر إلى مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط، وتسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة، لا سيما في ظل الأزمات المتتالية التي يشهدها الإقليم، مؤكدة أن زيارة ماكرون لمصر تُعد الرابعة منذ توليه منصب الرئاسة.
وأشارت إلى أن جدول أعمال الزيارة يشمل توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات متعددة، وسط توقعات بأن تسهم هذه الاتفاقيات في دفع العلاقات المصرية الفرنسية نحو مستويات أكثر تقدمًا، خاصة بعد الإعلان عن رفع مستوى العلاقات إلى "شراكة استراتيجية شاملة".
ونوهت إلى أن مصر باتت وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية، بما في ذلك الاستثمارات الفرنسية، نظرًا لحالة الاستقرار السياسي والمشروعات التنموية الكبرى التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، مشددة على أن مصر اليوم تُعد حليفًا قويًا وموثوقًا لأي دولة تسعى لتوسيع شراكاتها في المنطقة.
كما أوضحت جادو أن التعاون المصري الفرنسي يشمل قطاعات استراتيجية مثل الصحة والتعليم، فضلًا عن المشروعات الاقتصادية العملاقة التي تنفذها فرنسا على الأراضي المصرية، معتبرة أن هذه الجهود تأتي في وقت تمر فيه العلاقات الأمريكية الفرنسية بحالة من التوتر، وهو ما يدفع باريس إلى تعزيز علاقاتها مع حلفاء إقليميين أقوياء وفي مقدمتهم مصر.
وأردفت أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش المرتقبة، وقيامه بالتوجه إلى معبر رفح من الجانب المصري، تُعد سابقة من نوعها، حيث سيكون ماكرون أول رئيس فرنسي يرى بعينيه حجم الجهود المصرية لدعم قطاع غزة والمساهمة في الإغاثة الطبية والإنسانية، رغم العراقيل الإسرائيلية المستمرة.