لقد توقفت الصفقات في مجال التمويل بالرافعة المالية، وانقلبت الأسواق رأساً على عقب، مما يثير احتمال أن تتعثر البنوك مرة أخرى في الديون التي التزمت بها من أجل عمليات الاستحواذ.
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أشد الرسوم الجمركية الأمريكية منذ قرن، الأسبوع الماضي، مخاوف الركود وتسبب في هبوط حاد في الأسهم.
وتأجل تمويل شركة كندية لتصنيع قطع غيار السيارات، واتفاق يدعم عرض شركة إتش آي جي كابيتال لشراء مزود برمجيات كندي، مما خلق مخاطر على مجموعات المُقرضين، حيث انتشرت تداعيات ذلك في أسواق التمويل بالرافعة المالية.
قال كيلي بيرتون، المدير الإداري الذي يُغطي الاستثمارات الأمريكية عالية العائد في بارينجز: “في الوقت الحالي، نحتاج إلى تهدئة الأمور قبل أن تُعرض الاستثمارات الجديدة للمستثمرين للخطر”.
وأضاف: “من الصعب تبرير محاولة استبعاد “النظرة المبكرة” في الوقت الحالي، في ظل حالة عدم استقرار السوق”.
عادةً ما يبيع مُقرضو وول ستريت الائتمان الذي التزموا به لعمليات الاستحواذ قبل إتمامها، لكنهم يواجهون احتمالية الوقوع في ما يُسمى بالديون “المعلقة” إذا لم يتمكنوا من سحب القروض المكتتبة من ميزانياتهم العمومية بحلول ذلك الوقت.
تواجه بنوك، بما في ذلك سيتي جروب وجيه بي مورجان تشيس وشركاه، موعدًا نهائيًا في أبريل لإتمام صفقة استحواذ شركة ABC Technologies Holdings Inc. على شركة TI Fluid Systems Plc، بينما لم ينجح بيع قرض ذي رافعة مالية بقيمة 900 مليون دولار في جذب إقبال كافٍ من المستثمرين بحلول الموعد النهائي يوم الخميس.
ولم يُطلق بعد بيع سندات غير مرغوب فيها بقيمة 1.325 مليار دولار.
في غضون ذلك، واجهت صفقة بقيادة بنك مونتريال لتمويل استحواذ H.I.G. على شركة Converge Technology Solutions صعوبة في حشد دعم كافٍ من المستثمرين لبيع قرض منفصل. انقضى الموعد النهائي يوم الثلاثاء، مع أن البنوك لديها مهلة حتى نهاية يونيو قبل إتمام عملية الاستحواذ.
وكان الاضطراب واضحًا في قطاعات أخرى من سوق الائتمان أيضًا. فقد فشلت محاولة إعادة تمويل ديون غير مرغوب فيها بقيمة 660 مليون دولار لشركة CEC Entertainment، المالكة لسلسلة متاجر Chuck E. Cheese، مع عزوف المستثمرين عن الشركات التي تتعامل مع المستهلكين مباشرةً، في حين انهارت جهود إعادة تمويل قروض ائتمانية خاصة بأكثر من 5 مليارات دولار من شركة Finastra Group Holdings Ltd.
كما توقفت عمليات إصدار الديون غير المرغوب فيها في الولايات المتحدة. وشهدت جلسات التداول الست الماضية إصدار سند واحد جديد عالي العائد فقط، ولم تُطرح أي قروض برافعة مالية.
قال جيريمي بيرتون، المدير الإداري في شركة باينبريدج للاستثمارات: “لماذا نستثمر رؤوس أموال جديدة قبل المخاطرة؟”.
كانت آخر مرة تُركت فيها البنوك في حالة ديون معلقة عندما بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة قبل ثلاث سنوات لمكافحة التضخم.
ونتيجةً لذلك، أصبح المستثمرون أقل رغبة في شراء ديون الشركات عالية المخاطر، إذ يمكنهم تحقيق ربح أكبر من استثمارات أكثر أمانًا.
وقد صمد المقترضون الأوروبيون إلى حد كبير أمام التقلبات المتصاعدة في أسواق التمويل بالرافعة المالية. يوم الاثنين، تمكنت البنوك من بيع 7.45 مليار يورو من الديون للمساعدة في تمويل شراء شركة كلايتون دوبيلير آند رايس لحصة في قسم صحة المستهلك بشركة سانوفي، في واحدة من أكثر الصفقات ترقبًا لهذا العام.
وبينما قدمت الجهة المُصدرة بعض التنازلات للمستثمرين بشأن الوثائق، إلا أن سعر الصفقة كان متوافقًا مع التوقعات.
كانت الصفقة جزءًا من حزم شراء بالرافعة المالية بعشرات المليارات من الدولارات التي كان مقرضو وول ستريت يعملون عليها، وهي علامة على أن نشاط الدمج والاستحواذ بدأ في الانتعاش، على الرغم من أن ذلك كان قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الضرائب التجارية الأسوأ من المتوقع.
