تتواصل تداعيات الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاقتصاد العالمي، حيث تزايدت ردود الفعل الدولية من قبل الحكومات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، مع فرض واشنطن رسومًا جمركية على مجموعة واسعة من السلع.
رسوم ترامب الجمركية بدأت تؤثر بشكل ملحوظ على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والعديد من الدول، وسط تحذيرات من تداعيات قد تكون كارثية على الاقتصاد العالمي.
كندا: رسومات جمركية مضادة للضغط على إدارة ترامب
في رد فعل سريع على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على قطاع السيارات الكندي، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية عن فرض رسوم مضادة على نفس القطاع، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي ضمن سياسة الضغط على الإدارة الأمريكية.
وأكدت الوزيرة أن كندا تستخدم أقصى قدر من الضغط على إدارة ترامب للحد من تداعيات هذه الرسوم التي تلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الكندي.
وأضافت وزيرة الخارجية الكندية أن بلادها لن تتراجع في موقفها وسيتم التعامل مع هذا التحدي بعزم وحزم.
صندوق النقد الدولي: المخاطر تلوح في الأفق للاقتصاد العالمي
من جهتها، حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا من أن رسوم ترامب الجمركية تشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن تأثيراتها ستتسع لتطال الأسواق المالية والتجارية في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت جورجييفا أن صندوق النقد الدولي لا يزال في عملية تقييم تداعيات هذه الرسوم على الأسواق العالمية، محذرة من أن الخطوات الإضافية التي قد تتخذها بعض الدول، في حال استمرت السياسات الحمائية، قد تلحق مزيدًا من الضرر بالاقتصاد العالمي.
وشددت على أهمية تجنب أي خطوات أحادية من جانب الدول الكبرى، مطالبة الولايات المتحدة وشركائها بضرورة العمل المشترك لحل التوترات التجارية.
وأضافت مديرة صندوق النقد الدولي أنه من الضروري العمل على تخفيض مستوى عدم اليقين الذي يواجه الاقتصاد العالمي.
بريطانيا واليابان: مواقف حذرة ولكن حازمة
على الصعيد البريطاني، أكد وزير الخارجية البريطاني أن جميع الخيارات مطروحة أمام الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالرد على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على البضائع البريطانية.
وأوضح أن بريطانيا تؤمن بأهمية التجارة المفتوحة وأن عودة الولايات المتحدة إلى السياسات الحمائية أمر يؤسف له، لافتًا إلى أن المملكة المتحدة ستعمل بكل ما لديها من وسائل لحماية مصالحها الاقتصادية.
وفي ذات السياق، عبر رئيس الوزراء الياباني عن أسفه للقرار الأمريكي، معتبرًا أن فرض الرسوم الجمركية على اليابان سيكون له تأثير سلبي على العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، فضلًا عن التأثيرات السلبية على نظام التجارة متعدد الأطراف.
وأضاف أن اليابان كانت قد دعت الولايات المتحدة إلى الامتناع عن اتخاذ قرارات أحادية، وأن هذا القرار الأمريكي يخيب الآمال.
هل ستستمر الحرب التجارية؟
مع تزايد التصريحات الدبلوماسية والتحذيرات الاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: إلى أين ستصل هذه الحرب التجارية؟ وهل ستؤدي هذه الإجراءات الحمائية إلى تصعيد أكبر، أم ستجبر الدول الكبرى على العودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي الأضرار الاقتصادية الكبيرة؟
