تحدث الكاتب الراحل الكبير نجيب محفوظ أديب نوبل عن ليلة لم ينسها كانت في العيد واستضافهم فيها بيت شيخ الملحنين زكريا أحمد، وكانت ليلة حضر فيها نجيب محفوظ تلحين أغنية جديدة لكوكب الشرق أم كلثوم.
أما عن التفاصيل فيحكي أديب نوبل نجيب محفوظ عن الليلة في سياق حوار أدلى به لمجلة الكواكب قديما، يقول فيه: “ليلة عادية، لا تميزها أحداث، إلا أنها لم تكن ككل الليالي، لقد استمتعت فيها بكل المباهج من معنى وطرب وادب وفكاهة وحكايات. كانت ليلة عيد كبير، اجتمعنا فيها في بيت شيخ الملحنين زكريا أحمد”.
أديب نوبل نجيب محفوظ
ويضيف: “كنا جمهرة كبيرة من الأصدقاء، منهم من يقرض الشعر، ومن يرتجل الزجل، ومنهم من يحترف التأليف ومن يشتغل بالموسيقى، وكان هذا التباين مدعاة لإقامة ندوة أدبية فنية تحدث فيها الحاضرون عن كل شيء، وشيخ الملحنين زكريا أحمد معروف بدعابته، وكان لايفتا بين الحين والآخر أن يقطع حديث المتحدثين بتكتة أودعابة بضحك لها الحاضرون ثم يتبعها بترديد بعض مقاطع الغانيه أو بعض الطقاطيق» من الغناء القديم، ثم يسكت فجاة، ليستأنف الشعراء والزجالون القاء اشعارهم وأزجالهم ارتجالا، وهم يتبارون مرة في الهجاء ومرة في المديح.
الشيخ زكريا أحمد
يواصل:" الشيء الوحيد الذي لا زال عالقا في ذاكرتي من هذه الليلة هو قدرة زكريا أحمد واندماجه في تلحين احدى أغانيه فى هذا الجو العاصف، ليلتها كان يلحن لام كلثوم اغنية مطلعها: ايه اسم الحب ما اعرفش… دابینه شی بیوصفشی"، وكان كلما يلحن «كوبليه منها يسمعه لنا لنردده معه، واستمر على هذه الحال حتى مطلع الفجر حتى انتهى من تلحين الاغنية كلها، بل لحن لها نهايتين عرضهما علينا.
ويختتم:" واختلف الحاضرون على اختيار واحدة من النهايتين، ولكن الشيخ زکریا انجاز برای الاغلبية، وبدأنا نردد الاغنية كاملة، وتغنيها جماعة قبل أن تغنيها أم كلثوم. وكنت أشعر بسرور زائد لأننى شهدت مولد الأغنية وعشت فيها بالاذن والعين. وبعد عشرة أيام كاملة سمعت أم كلثوم تغنى اللحن فتذكرت هذه الليلة التي لن انساها".